رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

موسكو تفتح الباب مجددًا.. روسيا تعلن استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول

بوتين وزيلينسكي
بوتين وزيلينسكي

روسيا تعلن استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع أوكرانيا في إسطنبول، مؤكدة أن الكرة في الملعب الأوكراني، فيما ترفض كييف اتهامات الكرملين بتعطيل الحوار وسط استمرار الحرب للعام الرابع.

موسكو تجدد دعوتها إلى طاولة الحوار

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، استعدادها لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا في مدينة إسطنبول، في خطوة تعيد الأمل إلى الدبلوماسية بعد شهور طويلة من الجمود السياسي والميداني.
وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس نقلت عن أليكسي بوليشوك، المسؤول في الخارجية الروسية، قوله إن الجانب الروسي جاهز لاستئناف المفاوضات في أي وقت، مؤكداً أن الكرة الآن في الملعب الأوكراني.

بوليشوك أوضح أن تركيا لعبت دوراً نشطاً في تشجيع الطرفين على العودة إلى طاولة الحوار، مضيفاً أن المسؤولين الأتراك حثّوا مراراً وتكراراً على استئناف مفاوضات السلام بين موسكو وكييف.

توقف المفاوضات منذ يوليو الماضي

البيان الروسي يأتي بعد أكثر من ثلاثة أشهر على آخر لقاء مباشر جمع وفدي البلدين في إسطنبول في 23 يوليو الماضي، وهو الاجتماع الذي لم يتجاوز 40 دقيقة وانتهى دون تحقيق أي تقدم ملموس.
خلال اللقاء، اقترح الوفد الأوكراني عقد اجتماع في أغسطس بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن المقترح لم يُنفّذ بسبب الخلاف حول مكان اللقاء.

الكرملين أكد لاحقاً أن الرئيس بوتين منفتح على لقاء زيلينسكي، لكنه اشترط أن يُعقد الاجتماع في موسكو، وهو ما رفضته كييف بشكل قاطع، معتبرة أن هذا الشرط “يفتقر للحياد”.

ثلاث جولات من التفاوض دون نتائج حاسمة

روسيا وأوكرانيا أجريتا منذ اندلاع الحرب ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة في إسطنبول، شملت قضايا إنسانية وعسكرية وسياسية.

هذه اللقاءات أسفرت عن بعض التفاهمات المحدودة، مثل تبادل الأسرى وتسليم جثث الجنود الأوكرانيين، إضافة إلى تبادل مسوّدتي مذكرتين تتعلقان بمقترحات لتسوية النزاع.

لكن رغم هذه الخطوات الجزئية، لم ينجح الطرفان في تحقيق أي اختراق سياسي حقيقي يوقف القتال أو يمهّد لوقف إطلاق النار، وسط استمرار المعارك في جبهات الشرق والجنوب.

لافروف: موسكو جاهزة للنقاش السياسي

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كان قد أكد في تصريحات سابقة استعداد موسكو لمناقشة “الجوانب السياسية للتسوية الشاملة” مع الجانب الأوكراني، مشيراً إلى أن روسيا تقدمت خلال الجولة الثالثة من المفاوضات بمقترح لإنشاء مجموعات عمل مشتركة تبحث الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية.

لافروف أوضح أن بلاده لم تتلق أي رد رسمي من كييف حتى الآن بشأن هذا المقترح، معتبراً أن رفض أوكرانيا التفاعل مع المبادرات الروسية يُظهر عدم استعدادها للحوار الحقيقي.

كييف ترفض اتهامات الكرملين

من جانبها، ترفض أوكرانيا اتهامات موسكو بأنها تعرقل المفاوضات، مؤكدة أن روسيا تستخدم الدعوات للحوار كسلاح سياسي لتخفيف الضغوط الدولية، دون أن تُظهر التزاماً فعلياً بوقف العمليات العسكرية.
مصادر أوكرانية أشارت إلى أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تستند إلى انسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة واحترام السيادة الأوكرانية.

ويرى محللون أن فرص استئناف الحوار تبقى محدودة في ظل استمرار القتال وغياب الثقة بين الجانبين، رغم الوساطات المتكررة من تركيا ودول أخرى لتهيئة الأجواء الدبلوماسية.

تركيا تعود إلى واجهة الوساطة

أنقرة تستعد مجدداً لتلعب دور الوسيط بين موسكو وكييف، كما فعلت في المراحل الأولى من الحرب عندما استضافت ثلاث جولات تفاوض ناجحة نسبياً.
المسؤولون الأتراك يعوّلون على العلاقات المتوازنة التي تربط بلادهم بكل من روسيا وأوكرانيا لإعادة إحياء مسار المحادثات، خصوصاً مع اقتراب الحرب من دخول عامها الرابع.

ويرى محللون أن نجاح أي وساطة جديدة يتوقف على استعداد الطرفين لتقديم تنازلات واقعية، بعيداً عن الشعارات السياسية والتصعيد العسكري الذي أنهك الطرفين وخلف خسائر بشرية ومادية هائلة.

تم نسخ الرابط