تقارب غير مسبوق: الشرع يدخل البيت الأبيض ودمشق تغيّر تموضعها… محلل سوري يكشف لـ تفصيلة ملامح المرحلة الجديدة
تشهد العلاقات السورية الأمريكية تحولاً نوعياً بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض.
زيارة صنعت حالة سياسية غير مسبوقة منذ عقود، وفتحت الباب أمام تساؤلات واسعة حول مستقبل تموضع دمشق وعلاقتها بالمحاور الدولية.
المحلل السياسي السوري وائل الأمين كشف في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة معالم هذا التحول وأبعاده الاستراتيجية، مؤكداً أن ما جرى في واشنطن لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل بداية لمرحلة سياسية مختلفة تعيد تشكيل موقع سوريا على الخريطة.
زيارة تحمل رمزية استثنائية
يصف المحلل السوري المختص بالشؤون السياسية الزيارة بأنها تاريخية من حيث مضمونها ورسالتها
دخول الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض بصفة رسمية للمرة الأولى في تاريخ سوريا يمثل وفق الأمين إعلاناً واضحاً عن استعادة القنوات السياسية المباشرة بين دمشق وواشنطن.
يشير إلى أن لقاءات سابقة جرت بين مسؤولين من البلدين، لكنها لم تصل إلى مستوى استقبال رسمي داخل المقر الرئاسي الأمريكي، وهو ما يجعل هذه الخطوة ذات دلالات تختلف جذرياً عن كل ما سبق.
تحوّل استراتيجي: دمشق تبتعد عن موسكو وطهران وبكين
يؤكد الأمين في تصريحاته، أن الزيارة حملت رسالة سياسية واضحة: دمشق انتقلت عملياً من المحور الشرقي الروسي–الصيني–الإيراني إلى المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا.
يضيف أن هذا التحول لم يُعلن بشكل مباشر، لكنه ظهر في طريقة ترتيب اللقاءات وفي طبيعة الملفات التي نوقشت داخل الغرفة المغلقة بين الشرع وترامب.
يعتبر الأمين أن هذا الانتقال ليس مجرد تبدل موقف، بل إعادة تموضع شامل يضع سوريا على مسار سياسي جديد بعد سنوات من الضغط والعزلة.
إعادة صياغة السياسة الخارجية
توضح المحلل السوري، أن دمشق بدأت فعلياً إعادة بناء علاقاتها الخارجية على أسس مختلفة تقوم على التعاون وفتح قنوات اقتصادية جديدة.
يرى الأمين أن الخطوة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للقيادة السورية تتمثل في إخراج الشعب السوري من دائرة العقوبات التي أثقلت البلاد لأكثر من 14 عاماً من الحرب والدمار.
يشير إلى أن الدبلوماسية السورية نجحت حتى الآن في جزء من المهمة، بينما تبقى الخطوة الحاسمة متمثلة في رفع العقوبات وفتح أبواب الاستثمار الدولي داخل سوريا.
دور سوري جديد في شرق المتوسط
يكشف الأمين لـ"تفصيلة" أن التقارب السوري–الأمريكي لا يقتصر على الجانب السياسي، بل يمتد إلى ملفات الأمن الإقليمي.
كما يشدد على أن منطقة شرق المتوسط – سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، منطقة قابلة للاشتعال في أي لحظة، ما يجعل الدور السوري الجديد عنصراً محورياً في ضبط إيقاع المنطقة بالتنسيق مع واشنطن.
وأضاف، أن الإدارة السورية الجديدة باتت جزءاً من معادلة الاستقرار، وهو ما يفسّر حجم الاهتمام الأمريكي بهذه الزيارة.
خلاصة المرحلة: خروج كامل نحو الغرب
تأتي التصريحات لتؤكد أن الرسالة الكبرى من زيارة الشرع إلى واشنطن هي أن دمشق غادرت فعلياً المحور الشرقي وتقدمت بثبات نحو الغرب.
خطوة يرى الأمين أنها ستعيد رسم شكل العلاقات الإقليمية والدولية، وتضع سوريا أمام مرحلة سياسية واقتصادية جديدة تماماً.



