رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

جدل حول تمويل "OpenAI" وتصريحات مالية تشعل مخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي

سام ألتمان
سام ألتمان

سارع كبار التنفيذيين في شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي" (OpenAI) إلى تهدئة القلق المتصاعد بشأن الوضع المالي للشركة، عقب تصريحات مديرة المالية سارة فريار التي ألمحت إلى احتمال حصول الشركة على "دعم حكومي" أميركي، ما أثار عاصفة من الانتقادات على المنصات الرقمية وداخل الأوساط الاقتصادية.

وخلال مشاركتها في مؤتمر تقني نظمته صحيفة وول ستريت جورنال الأربعاء، قالت فريار إن الشركة تسعى إلى "طرق مبتكرة لتمويل توسعها السريع"، ما فُسّر على أنه تلميح إلى إمكانية الاستعانة بتمويل حكومي غير مباشر، في ظل نفقاتها الضخمة على مشاريع البنية التحتية الحاسوبية.

تأتي هذه التصريحات في وقت تنفق فيه كبرى شركات التكنولوجيا، من بينها OpenAI وميتا و جوجل ومايكروسوفت، مليارات الدولارات لبناء مراكز بيانات متطورة وتوسيع قدراتها في الذكاء الاصطناعي، وسط سباق محموم لتطوير النماذج اللغوية والتقنيات التوليدية بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

لكن خبراء حذروا من أن هذا الإنفاق المتسارع قد يشكل فقاعة استثمارية جديدة، إذ تعتمد بعض الشركات على صفقات تمويل معقدة ودائرية تشمل تبادل الاستثمارات بين مطوّري الرقائق، ومزودي خدمات الحوسبة، ومختبرات الذكاء الاصطناعي دون عائد واضح في المدى القريب.

ويرى محللون أن القيمة السوقية المتضخّمة للقطاع لا تزال تتجاوز بكثير الأرباح الفعلية، ما يثير تساؤلات حول قدرة هذه النماذج على تحقيق عوائد تغطي تكلفة البنية التحتية الهائلة.

أما في واشنطن، فقد نفى ديفيد ساكس، المسؤول عن سياسات الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض، أي نية لتقديم "إنقاذ مالي" لشركات التكنولوجيا، قائلاً: "لدينا خمس شركات كبرى في مجال النماذج المتقدمة، وإذا فشلت إحداها فسيحل محلها الآخرون".

لكن هذا التصريح لم يطفئ الجدل، بل غذّاه. وسرعان ما تدخّل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن أيه آي، ليؤكد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا نملك ولا نرغب في أي ضمانات حكومية لمراكز بياناتنا... نؤمن بأن الحكومات لا ينبغي أن تختار الفائزين أو الخاسرين، وأن دافعي الضرائب لا يجب أن يتحملوا خسائر الشركات".

خطط توسّع طموحة ومخاطر مالية

تقدّر قيمة "أوبن أيه آي" بنحو 500 مليار دولار، وقد جمعت خلال العامين الماضيين مليارات الدولارات لتأمين طاقة حوسبية هائلة لتطوير تقنياتها.

تحولت مؤخرًا إلى هيكل ربحي كامل يسمح لها بجمع التمويل بشكل أكثر مرونة، تمهيدًا بحسب محللين  لطرحها المحتمل في الأسواق المالية.

وتشير تقارير إلى أن الشركة أبرمت سلسلة من الصفقات العملاقة مع شركات مثل أمازون، أوراكل، إنفيديا، ومايكروسوفت، ما يضعها أمام التزامات رأسمالية تتجاوز تريليون دولار خلال العقد المقبل لتأمين الشرائح والطاقة والبنية التحتية.

ورغم إعلان ألتمان أن الشركة تتوقع تحقيق 20 مليار دولار من الإيرادات هذا العام، إلا أن هذه الأرقام لا تزال بعيدة عن الوفاء بالالتزامات المالية الضخمة التي تنتظرها، ما يجعل من الدعم الحكومي  حتى لو غير مباشر  احتمالًا مطروحًا في المستقبل القريب.

مستقبل غامض لسباق الذكاء الاصطناعي

بين وعود "الذكاء الاصطناعي الشامل" ومخاطر "الفقاعة الاقتصادية"، تبقى "أوبن أيه آي" في قلب معادلة معقدة تجمع بين الطموح العلمي والضغط المالي والسياسي.
وفيما تواصل الشركة المضي في مشاريعها الجريئة، تزداد التساؤلات حول مدى استدامة هذا النمو المذهل، وما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا فعلًا على تحقيق أرباح توازي حجم الرهان عليه.

تم نسخ الرابط