حيل لعقلٍ حاد.. كيف يحافظ اليابانيون على صفاء الذهن وسط زحام الحياة؟

يعيش أغلبنا على وقع قائمة مهام ذهنية لا تنتهي، يحاول إنجازها واحدة تلو الأخرى، بينما يتسلل النسيان إلى تفاصيلها دون استئذان، فكيف نحافظ على عقلٍ يقظٍ ومتّقد وسط هذا الزحام؟ الإجابة قد نجدها في الشرق الأقصى، وتحديدًا في اليابان.

 اليابان واحدة من أكثر دول العالم صحةً وطولًا في الأعمار، إذ تحتل المرتبة الثانية عالميًا في مؤشر الصحة، وفقًا لتقرير مجلة World Population Review. 

كما تقع جزيرة أوكيناوا اليابانية ضمن "المناطق الزرقاء" الخمس في العالم، حيث يتجاوز متوسط أعمار السكان مئة عام. 

لذلك، ليس غريبًا أن تخرج من هناك تقنيات وحيل عقلية أثبتت فاعليتها في الحفاظ على صفاء الذهن وحدّته.

يستعرض موقع تفصيلة أبرز خمس حيل يابانية لعقلٍ أكثر تركيزًا ونشاطًا:

1. الشودو (فنّ الخط الياباني)

ليس فن الخط مجرد كتابة جميلة على الورق، بل تمرين ذهنيّ بامتياز. 

 ويؤمن اليابانيون أن هذه الممارسة لا تحافظ فقط على تراثهم الثقافي، بل تُنقّي الذهن وتُعزز التركيز والهدوء الداخلي.

2. التأمل (زازن)

يعرف التأمل في اليابان باسم "زازن"، وهي ممارسة تعتمد على الجلوس في وضعية بوذا والتركيز على التنفس. 

وقد أثبتت دراسة حديثة نشرت عام 2025 في مجلة SKHID أن التأمل على الطريقة اليابانية يحسّن المرونة العاطفية ويُخفّف التوتر ويعزّز تقبل تقلبات الحياة.

3. أنكي (البطاقات التعليمية)

"أنكي" كلمة يابانية تعني "الحفظ"، وهي تقنية تعتمد على تكرار المعلومات باستخدام بطاقات تعليمية على فترات منتظمة. 

دراسة نشرت  في مجلة Medical Science Educator أظهرت أن طلاب الطب الذين استخدموا هذه التقنية تفوّقوا في نتائجهم على أولئك الذين لم يستخدموها، بفضل قدرتها على تنشيط الذاكرة طويلة الأمد.

4. غورواسي (Goroawase)

هل تستطيع ربط الأرقام بالكلمات؟ هذه هي فكرة "غورواسي"، وهي طريقة يابانية ذكية لتحسين الذاكرة عبر تكوين روابط لغوية وأرقامية. 

تستخدم هذه التقنية خصوصًا في حفظ التواريخ أو الأرقام المهمة، ما يجعلها وسيلة مثالية للطلاب والباحثين.

5. التوازن بين العمل والحياة

رغم التزام اليابانيين الشديد بالعمل، فإن ثقافتهم الحديثة بدأت تُركز على مفهوم  تحقيق توازن بين الشغف والواجب و الحفاظ على هذا التوازن لا ينعكس فقط على الراحة النفسية، بل أيضًا على صفاء الذهن وصحته على المدى الطويل