ثقة الاقتصاد المصري تتحدى التوقعات.. الدولار يخسر معركة سبتمبر أمام الجنيه

شهد شهر سبتمبر 2025 تحركًا لافتًا في سوق الصرف، حيث فقد الدولار الأمريكي جزءًا من قيمته أمام الجنيه، في انعكاس مباشر لتحسن المؤشرات الاقتصادية ونجاح السياسات النقدية الأخيرة.
هذا التراجع أعاد الأمل في استقرار الجنيه، وفتح الباب أمام توقعات أكثر تفاؤلًا بشأن مستقبل سعر الصرف خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
الدولار يفقد 68 قرشًا خلال سبتمبر
وبحسب البيانات الرسمية، افتتح الدولار تعاملات شهر سبتمبر عند مستوى 48.53 جنيهًا في البنوك المصرية، قبل أن ينخفض تدريجيًا ليغلق الشهر عند 47.85 جنيهًا، مسجلًا خسارة قدرها 68 قرشًا تعادل نحو 1.4% من قيمته، ورغم أن نسبة التراجع تبدو محدودة، إلا أنها تعد إشارة مهمة على بداية اتجاه هبوطي يعكس تحسن المؤشرات الاقتصادية.
أسباب تراجع الدولار أمام الجنيه
سياسات البنك المركزي
وأكد خبراء الاقتصاد أن انخفاض الدولار ليس وليد اللحظة، بل نتيجة جهود البنك المركزي المستمرة خلال السنوات الماضية، والتي ساهمت في كبح التضخم وتعزيز استقرار سوق الصرف.
ارتفاع صافي الاحتياطي النقدي من الدولار
ارتفع صافي الاحتياطي النقدي إلى 49.25 مليار دولار بنهاية أغسطس، وهو أعلى مستوى يسجله البنك المركزي في تاريخه، مما وفر غطاءً قويًا للعملة المحلية.
تحويلات المصريين بالخارج
سجلت التحويلات طفرة غير مسبوقة، لتصل إلى 36.5 مليار دولار خلال العام المالي 2024/2025، بزيادة تتجاوز 66% مقارنة بالعام السابق، مما ساعد على توفير سيولة دولارية إضافية.
السياسة النقدية
قرار لجنة السياسة النقدية في أغسطس بخفض أسعار الفائدة 200 نقطة أساس، والذي ساعد في دعم بيئة الاستثمار وزاد من التدفقات المالية، وهو ما انعكس إيجابًا على المعروض الدولاري.
النمو الاقتصادي والاستثمار
الاقتصاد المصري يواصل تسجيل معدلات نمو إيجابية متوقعة عند 4.5% للعام المالي الحالي، مدعومًا بتوسع قطاعات السياحة والصناعة وجذب استثمارات أجنبية مباشرة بمليارات الدولارات.
ثقة المؤسسات الدولية
أشار تقرير لبنك "جولدمان ساكس" إلى أن الجنيه ما يزال أقل من قيمته العادلة بنحو 30%، ما يعزز توقعات ارتفاعه مستقبلًا.
الدولار يواصل تراجعه أمام الجنيه
وتوقع خبراء الاقتصاد بأن الدولار سيواصل تراجعه أمام الجنيه حتى نهاية العام الجاري، مع إمكانية كسر مستوى 47 جنيهًا حال استمرار تحسن المؤشرات الاقتصادية واستقرار معدلات التضخم.
بداية مرحلة جديدة للجنيه المصري
كما يرى الاقتصاديون أن وفرة المعروض من العملة الصعبة، إلى جانب انحسار الضغوط الخارجية، ستجعل العملة المصرية أكثر صلابة في مواجهة التحديات العالمية، وبذلك، فإن سبتمبر 2025 قد يمثل بداية مرحلة جديدة للجنيه المصري، عنوانها الثقة والاستقرار، مع توقعات بمزيد من المكاسب أمام الدولار خلال الأشهر المقبلة.