ما هي العلامات المبكرة لسرطان المعدة؟

أصبحت الحموضة والغازات والانتفاخ جزءًا من المفردات اليومية في معظم البيوت.

 وجبة دسمة متأخرة، أو نظام غذائي غير منتظم، أو حتى ضغوط الحياة المتواصلة، كلها عوامل قد تؤدي بسهولة إلى اضطرابات هضمية شائعة.

 لكن ما قد يبدو للبعض مجرد انزعاج عابر في المعدة قد يخفي وراءه خطرًا أكبر بكثير: سرطان المعدة.

المشكلة  تكمن في أن سرطان المعدة في مراحله المبكرة لا يُظهر علامات واضحة ومميزة، بل يتشابه إلى حد كبير مع أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي المعتادة. 

هذا التشابه يجعل من الصعب على المريض التفريق بين مشكلة بسيطة قابلة للعلاج، ومرض خطير يتطلب تدخلاً سريعًا.

يستعرض موقع تفصيلة أبرز العلامات التي قد تكون خفية، لكنها قد تنذر بخطر لا يُستهان به:

1- الشعور بالثقل حتى بعد الوجبات الخفيفة

بينما يعتبر الإحساس بالامتلاء بعد تناول وجبة كبيرة أمرًا طبيعيًا، فإن الشعور بالثقل بعد وجبات صغيرة قد يكون جرس إنذار.

 يعود ذلك إلى أن الورم في المعدة يبدأ تدريجيًا في احتلال مساحة داخلها، مما يقلل من قدرتها على استيعاب الطعام. 

هذا الشعور غير المعتاد يؤدي مع مرور الوقت إلى تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض بشكل لا إرادي، ما قد ينعكس في صورة فقدان وزن غير مبرر، وهو أمر لا يُفسره مجرد ارتجاع معدي أو حموضة.

2- ألم يمتد إلى ما وراء المعدة

الحموضة العادية غالبًا ما تُسبب إحساسًا حارقًا في منطقة الصدر أو أعلى البطن. لكن في حالة سرطان المعدة، قد يكون الألم مختلفًا وأكثر تعقيدًا. 

فقد يظهر على شكل ألم خفيف لكنه مستمر، أو يمتد ليصل إلى الظهر، كثيرون يفسرون هذا الألم على أنه التهاب معدة أو مشكلة في العمود الفقري، ما يؤدي إلى تأخير التشخيص.

3- غثيان متكرر دون سبب واضح

الغثيان عادةً ما يرتبط بتناول أطعمة دهنية أو ملوثة، إلا أن تكراره المستمر، حتى في غياب هذه العوامل، يعتبر علامة مقلقة.

 الغثيان المصحوب بفقدان الشهية أو الشعور بالنفور من بعض الأطعمة المفضلة قد يشير إلى مشكلة أعمق من مجرد عسر هضم، وقد يكون من الأعراض المبكرة لسرطان المعدة.

4- تغيرات في لون البراز

من النادر أن تؤدي الحموضة أو ارتجاع المعدة إلى تغييرات واضحة في حركة الأمعاء. 

لكن سرطان المعدة قد يسبب نزيفًا داخليًا غير مرئي، ينعكس في صورة براز داكن 

5- تجشؤ متكرر وغير معتاد

التجشؤ بعد الأكل أمر طبيعي، لكنه قد يتحول إلى عرض مقلق عندما يحدث بشكل متكرر وغير مبرر، خصوصًا إذا ترافق مع طعم حامض، نكهة معدنية، أو حتى قيء خفيف. 

في بعض الحالات، ينتج ذلك عن إعاقة الورم لآلية الهضم الطبيعية، مما يؤدي إلى زيادة الغازات بشكل يفوق المعتاد.

رغم أن هذه العلامات قد تبدو بسيطة ومشابهة تمامًا لأعراض الحموضة أو عسر الهضم، إلا أن استمرارها أو تكرارها بشكل غير طبيعي يستدعي عدم التهاون. فالتشخيص المبكر لسرطان المعدة يُمثل الفارق بين العلاج الناجح وفرص التعافي الضئيلة.

 لذلك، ينصح الأطباء بضرورة مراجعة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض، خاصة إذا ترافقت مع فقدان الوزن أو فقدان الشهية أو الإرهاق المستمر.