رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الهرمونات والضغوط الاجتماعية.. سر ارتفاع معدلات القلق لدى النساء

القلق
القلق

القلق ليس مجرد شعور عابر يمر به الإنسان من حين لآخر، بل هو اضطراب نفسي معقد تتداخل فيه عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية. 

وعلى الرغم من أن القلق يعد تجربة إنسانية مشتركة، فإن الدراسات الحديثة تؤكد أن النساء أكثر عرضة للإصابة به بمقدار الضعف مقارنة بالرجال.

سر ارتفاع معدلات القلق لدى النساء

 هذا التفاوت ليس صدفة، بل يعكس تداخل تأثيرات التغيرات الهرمونية مع الضغوط الحياتية والاجتماعية التي تتحملها النساء بشكل أكبر.

يستعرض موقع تفصيلة أسباب التوتر والقلق لدى النساء ولماذا أكثر عرضة للقلق؟.

دور التغيرات الهرمونية والتوتر

تقول الدكتورة ديفيا شري كي آر، استشارية الطب النفسي، إن الهرمونات تلعب دورًا جوهريًا في تنظيم المزاج والصحة النفسية. 

فالنساء يمررن بتقلبات هرمونية بارزة خلال مراحل حياتهن: من البلوغ، مرورًا بالدورة الشهرية والحمل وما بعد الولادة، وصولًا إلى انقطاع الطمث.

هذه التقلبات في هرموني الإستروجين والبروجسترون تؤثر بدورها على الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين وحمض جاما أمينوبوتيريك، وهما المسؤولان عن ضبط الحالة المزاجية وردود الفعل تجاه الضغوط. 

ومن أبرز الأمثلة على تأثير هذه التغيرات: متلازمة ما قبل الحيض (PMS) واضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD)، حيث يؤدي انخفاض الهرمونات إلى زيادة القلق والتهيج والحساسية العاطفية.

كما أن فترة ما بعد الولادة تشهد هبوطًا مفاجئًا في مستوى الهرمونات، ما يسبب تقلبات مزاجية وقلقًا لدى بعض النساء، بينما يجلب انقطاع الطمث بدوره مجموعة جديدة من التغيرات الهرمونية التي تعزز مشاعر التوتر والقلق.

العوامل البيولوجية الأعمق

بعيدًا عن الهرمونات، تشير الأبحاث إلى أن النساء أكثر حساسية للتوتر بسبب نشاط محور الوطاء – الغدة النخامية – الكظرية (HPA)، وهو المركز المسؤول عن استجابة الجسم للضغوط.

 هذه الاستجابة البيولوجية قد تزيد من قوة الأفكار المخيفة والأعراض الجسدية المصاحبة للقلق مثل تسارع ضربات القلب وصعوبة التنفس.

الضغوط الاجتماعية والثقافية

لا تتوقف أسباب القلق لدى النساء عند الجانب البيولوجي، إذ تلعب البيئة الاجتماعية دورًا كبيرًا. 

وتوضح الدكتورة شري أن النساء غالبًا ما يتحملن أعباءً نفسية مضاعفة نتيجة:

واجبات الرعاية: التوفيق بين تربية الأطفال، ورعاية المسنين، وأعمال المنزل إلى جانب العمل.

الضغوط المهنية: مواجهة التمييز على أساس الجنس، والفجوة في الأجور، وضعف التمثيل في مواقع صنع القرار.

التوقعات المجتمعية: الضغط المستمر للحفاظ على صورة مثالية في المظهر والأداء والثقة بالنفس.

هذه العوامل، حين تجتمع مع العوامل البيولوجية، تجعل القلق لدى النساء حالة متعددة الطبقات يصعب تجاوزها أحيانًا.

تم نسخ الرابط