دراسة تكشف: 45 دقيقة من التمارين قد توقف نمو سرطان الثدي بنسبة 30%

يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا على مستوى العالم، وهو السبب الرئيسي للوفاة بين النساء، ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تم تشخيص نحو 2.3 مليون حالة جديدة من سرطان الثدي عالميًا، مما أدى إلى تسجيل ما يقرب من 670 ألف حالة وفاة.
وفي الولايات المتحدة وحدها، من المتوقع خلال عام 2025 أن يشخص نحو 316,950 امرأة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى 2,800 رجل.
ورغم التقدم في طرق التشخيص والعلاج، لا يزال سرطان الثدي يشكل تحديًا صحيًا عالميًا كبيرًا، إذ تشير التوقعات إلى استمرار تسجيل حوالي 2.3 مليون إصابة جديدة سنويًا على مستوى العالم، مع عدد كبير من الوفيات المرتبطة به.
وتقدر الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) أنه بحلول عام 2050، قد تصل الحالات إلى 3.2 مليون إصابة جديدة و1.1 مليون حالة وفاة سنويًا إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
لكن هناك بارقة أمل واعدة ظهرت مؤخرًا، إذ كشفت دراسة جديدة أن مجرد 45 دقيقة من التمارين الرياضية قد تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي وتبطئ نمو خلاياه، وهو ما قد يُحدث ثورة في أساليب الوقاية والعلاج.
الدراسة الجديدة لوقف نمو سرطان الثدي
الدراسة التي نشرت في مجلة أبحاث وعلاج سرطان الثدي شملت 32 ناجية من سرطان الثدي، ووجد الباحثون أن جلسة واحدة مدتها 45 دقيقة من تمارين المقاومة أو التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) أدت إلى زيادة فورية في مستويات بروتينات خاصة تُعرف باسم الميوكينات. وعند اختبار هذه البروتينات معمليًا، تبين أنها أبطأت نمو خلايا سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 30%.
وقال فرانشيسكو بيتاريغا، الباحث الرئيسي في مجال التمارين الرياضية بجامعة إديث كوان في أستراليا، "تظهر نتائجنا أن كلا النوعين من التمارين يحفزان إنتاج الميوكينات المضادة للسرطان لدى الناجيات من سرطان الثدي، وهو ما يمثل حافزا قويا لدمج النشاط البدني كجزء من الخطة العلاجية".
تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين:
تمارين المقاومة: تضمنت تمارين ضغط الصدر، والتجديف من وضعية الجلوس، وضغط الكتف، وسحب العضلة الظهرية العريضة، وضغط الساق، وتمديد الساق، وثني الساق، وحركات الاندفاع.
التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT): شمل جلسات على الدراجة الثابتة، وجهاز المشي، وجهاز التجديف، وجهاز التدريب المتقاطع.
تم أخذ عينات دم قبل التمرين، وبعده مباشرة، ثم بعد 30 دقيقة، وظهرت زيادة مؤقتة في ثلاثة أنواع رئيسية من الميوكينات: الديكورين، والإنترلوكين-6، وSPARC.
ما هي الميوكينات ولماذا هي مهمة؟
الميوكينات هي بروتينات مرسال يفرزها الجسم أثناء التمارين الرياضية، وتلعب دورًا مهمًا في تنظيم وظائف العضلات، لكن الأبحاث السابقة أظهرت أن لها أيضًا تأثيرات مضادة لنمو الأورام، إذ يمكنها إبطاء انقسام الخلايا السرطانية وحتى التأثير على بيئتها الداخلية.
المثير للاهتمام أن هذا التأثير ظهر حتى على خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهي نوع عدواني يفتقر إلى المستقبلات الهرمونية ولا يتأثر غالبًا بالتغيرات الهرمونية الناتجة عن النشاط البدني.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن الميوكينات الناتجة عن كلا نوعي التمارين قللت من نمو هذه الخلايا في التجارب المعملية.
وأوضح الباحثون:
تشير نتائجنا إلى أن تمارين المقاومة وHIIT تحدث تغييرات فورية في مستويات الميوكينات بالجسم، وتقلل من نمو الخلايا السرطانية، مما يعزز الفرضية القائلة بأن التمارين قد تلعب دورا بيولوجيا مباشرًا في مكافحة السرطان".
ما هو التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT)؟
هو أسلوب تدريب يقوم على فترات قصيرة من النشاط البدني المكثف يتبعها فترات تعافٍ قصيرة، مثل الركض السريع ثم المشي، أو أداء تمارين القفز متبوعًا بالراحة. ويمكن تنفيذه باستخدام وزن الجسم أو أجهزة مثل الدراجات الثابتة وأجهزة المشي، وهو فعال في تحسين اللياقة القلبية والوعائية، وحرق السعرات، وتحفيز الأيض.
لماذا يعد هذا الاكتشاف مهمًا؟
هذه الدراسة تضيف إلى الدليل المتنامي على أن ممارسة الرياضة ليست مجرد نشاط آمن لمرضى السرطان، بل قد تكون جزءًا من العلاج نفسه. ورغم أن الدراسة ركزت على التأثيرات قصيرة المدى، فإنها تفتح الباب أمام تساؤلات مهمة حول ما إذا كان النشاط البدني المنتظم قد يساعد في منع عودة السرطان أو تعزيز فعالية العلاجات الأخرى.
نصائح للناجين من السرطان
ينصح الخبراء الناجين من السرطان بدمج النشاط البدني، سواء كان تمارين قوة، أو HIIT، أو حتى المشي السريع، في روتينهم الأسبوعي.
فإلى جانب تحسين الصحة العامة، قد يساعد هذا النشاط في تنشيط آليات طبيعية بالجسم تساهم في مكافحة السرطان، كما أظهرت نتائج هذه الدراسة الواعدة.