"ترامب" في مواجهة شركات الدواء الكبرى.. كيف سيخفض أسعار الأدوية؟

في خطوة جريئة تهز المشهد الدوائي العالمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لخفض أسعار الأدوية من خلال مواءمتها مع أدنى الأسعار المدفوعة دوليا.
خفض أسعار الأدوية في أمريكا
تهدف هذه المبادرة، المعروفة باسم سياسة تسعير "الدولة الأكثر رعاية"، إلى ضمان ألا يدفع الأمريكيون ثمن الأدوية أكثر مما يدفعه مواطنو الدول الأقل تكلفةً للأدوية.
وقد أحدث هذا الإعلان موجاتٍ من التذبذب في الأسواق العالمية، لا سيما أسهم شركات الأدوية في آسيا والهند، وأثار جدلاً محتدماً حول التوازن بين القدرة على تحمل تكاليف الأدوية والابتكار.
حاليًا، يدفع الأمريكيون مبالغ طائلة مقابل الأدوية الموصوفة، أي ما يُقارب ثلاثة أضعاف ما يدفعه مواطنو الدول الأخرى ذات الدخل المرتفع، ومن خلال تبني نهج الدولة الأكثر رعاية، تهدف حكومة الولايات المتحدة إلى خفض أسعار الأدوية بنسبة 30% إلى 80%، مما قد يُوفر تريليونات الدولارات مع مرور الوقت، وكان لهذا الإعلان آثار فورية على الأسواق العالمية.
تهدف سياسة ترامب إلى جعل الأدوية في متناول الجميع
شهدت أسهم شركات الأدوية الآسيوية انخفاضات ملحوظة، حيث انخفضت أسهم شركة دايتشي سانكيو اليابانية بأكثر من 7%، وانخفضت أسهم شركات هندية مثل صن فارما بنسبة 5.4%. تعتمد هذه الشركات بشكل كبير على السوق الأمريكية، ويثير احتمال انخفاض الإيرادات نتيجة انخفاض أسعار الأدوية قلق المستثمرين.
في حين تهدف سياسة ترامب إلى جعل الأدوية في متناول الجميع، إلا أنها تثير مخاوف بشأن الآثار المحتملة على الابتكار الدوائي.
لطالما وفرت السوق الأمريكية عائداتٍ عاليةً لتمويل البحث والتطوير للأدوية الجديدة.
ويجادل المنتقدون بأن انخفاض الأرباح قد يؤدي إلى انخفاض الاستثمار في البحث والتطوير، مما قد يُبطئ تطوير علاجات جديدة. ومع ذلك، يزعم مؤيدو هذه السياسة أن نموذج التسعير الحالي غير مستدام، وأن الإصلاحات ضرورية لضمان وصول أوسع للأدوية الأساسية.
بالإضافة إلى سياسة الدولة الأكثر رعاية، يتضمن الأمر التنفيذي للرئيس ترامب تدابير لتعزيز تطوير بدائل الأدوية الجنيسة والبيولوجية المماثلة، وتبسيط موافقات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على مرافق الإنتاج الجديدة، وتشجيع استيراد الأدوية منخفضة التكلفة من الخارج.
وتهدف هذه الخطوات إلى زيادة المنافسة ومواصلة خفض أسعار الأدوية للمستهلكين الأمريكيين.
تمثل مبادرة الرئيس ترامب لخفض أسعار الأدوية الموصوفة تحولًا كبيرًا في سياسة الرعاية الصحية الأمريكية، مع آثار بعيدة المدى على صناعة الأدوية العالمية.
وفي حين أن هذه الخطوة لاقت ترحيبًا من العديد من الأمريكيين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف الأدوية، إلا أنها تثير أيضًا تساؤلات جوهرية حول مستقبل ابتكار الأدوية والصحة المالية لشركات الأدوية حول العالم.
ومع تطور هذه السياسة، سيراقب مسئولي مختلف قطاعات الرعاية الصحية عن كثب آثارها على كل من القدرة على تحمل التكاليف وتطوير العلاجات الطبية.