سفير الجزائر لـتفصيلة: موقفنا من فلسطين ثابت ولن نسمح بتصفية القضية أو تهجير أهلها
تجلت المواقف السياسية والدبلوماسية بشكل واضح خلال الاحتفال باليوم الوطني العُماني بالقاهرة، حيث شهدت الفعالية رسائل قوية من سفيري الجزائر وسلطنة عُمان، حملت تأكيدات راسخة على دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب استعراض الإنجازات التنموية والاقتصادية التي تشهدها السلطنة في إطار رؤيتها المستقبلية “عُمان 2040”.
وجاءت الكلمات الرسمية لتعكس ثبات الموقف الجزائري تجاه فلسطين، وتؤكد في الوقت ذاته المكانة المتصاعدة لعُمان في مسيرة النهضة الحديثة بقيادة السلطان هيثم بن طارق، وسط حضور رسمي وثقافي وفني رفيع المستوى.
موقف جزائري ثابت يرفض التهجير ويدعم العدالة الدولية
أكد السفير محمد سفيان، سفير الجزائر بالقاهرة، في تصريحاته لـ"تفصيلة"، ثبات موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن مواقف الجزائر معروفة للجميع وتستند إلى مبادئ العدالة والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشدد السفير على أن الجزائر جددت خلال العامين الماضيين داخل مجلس الأمن موقفها الواضح تجاه الحرب وما تشهده من انتهاكات، مؤكدًا أن بلاده لم تتردد يومًا في الدفاع عن الحق الفلسطيني.

أوضح السفير الجزائري أن غياب الشك تمامًا يحيط بموقف الجزائر، مشيرًا إلى أن بلاده ستظل دائمًا “تدعم الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة دون أي تردد”.
وأكد أن الجزائر تستعد لبذل كل جهد ممكن لمواجهة أي محاولات تهدف إلى تصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معتبرًا أن هذه الممارسات تمثل اعتداءً واضحًا على القانون الدولي.
شدد السفير على أن العدالة والقانون الدولي يشكلان أساس السياسة الجزائرية، وهو ما يجعل موقفها ثابتًا ومتسقًا تجاه الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن بلاده رفضت صراحة كل محاولات تهجير الفلسطينيين، وأنها تعمل بكل طاقتها على مواجهة أي تحركات قد تُستخدم لتصفية القضية أو طمس حقوق أهلها، مؤكدًا أن “الجزائر لن تتخلى عن فلسطين في أي ظرف”.
احتفال عُماني يرسخ نهج النهضة الشاملة
شهدت القاهرة يوم الخميس، الموافق 20 نوفمبر 2025، احتفالًا وطنيًا من تنظيم سفارة سلطنة عُمان، تخليدًا لذكرى مرور 281 عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية، في مناسبة تجسد عمق التاريخ العُماني ومسيرة النهضة الممتدة التي تعيشها السلطنة.
وعكست أجواء الاحتفال حجم التقدير الشعبي والرسمي لمكانة السلطنة، التي تواصل بخطى ثابتة تحقيق تطلعاتها التنموية، تنفيذًا لرؤية “عُمان 2040” بقيادة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد.
رسائل دبلوماسية تؤكد الاعتزاز بالنهضة وبالعلاقات المصرية-العُمانية
أعرب السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن فخره واعتزازه بذكرى العيد الوطني الخامس والخمسين، مؤكدًا أن المناسبة تُعد محطة لتكريم السلاطين الذين حافظوا على استقرار البلاد وعززوا مسيرة الحكم الرشيد.
استعرض السفير حجم الإنجازات الكبيرة التي شهدتها السلطنة خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الإنتاج غير النفطي أصبح يمثل نحو 65% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مؤشر يعكس التطور الاقتصادي وتنوع مصادر الدخل.
وأوضح أن السلطنة تسير وفق رؤية طموحة رسمها مشروع “عُمان 2040”، الذي يمثل خارطة طريق للنهضة الشاملة في مختلف القطاعات، ويعزز مكانة البلاد على المستويين الإقليمي والدولي.
حضور رسمي وفني يعكس قوة العلاقات الثنائية
شهد الحفل حضورًا رسميًا لافتًا، تقدمهم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ممثلًا لرئيس مجلس الوزراء المصري، إلى جانب نخبة من الدبلوماسيين العرب والأجانب، إضافة إلى حضور مميز لعدد من الشخصيات الفنية والثقافية، بينهم الفنانة يسرا والفنان أحمد بدير.
وتخلل البرنامج عرض فيلم وثائقي عن التاريخ العُماني ومسار النهضة الحديثة، إضافة إلى فيلم آخر تناول العلاقات الأخوية بين مصر والسلطنة وما تحمله من جذور تمتد لمئات السنين.
قدمت الفقرات الفنية عروضًا غنائية وتراثية عُمانية ومصرية، عكست روح التآخي بين الشعبين، وبرز خلالها الطابع الثقافي والفني المشترك الذي يرسخ العلاقات التاريخية.
علاقات اقتصادية متنامية وطموحات مشتركة
أشار السفير الرحبي إلى أن العلاقات بين مصر والسلطنة تعود إلى مئات السنين، حيث مثلت تجارة اللبان أحد أبرز جسور الترابط التاريخي.
وأكد أن هذه العلاقات اليوم “تقدم نموذجًا يُحتذى به في التعاون الثنائي”.
كشف السفير عن وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار دولار، مؤكدًا السعي إلى تعزيز هذه الأرقام بما يتوافق مع حجم العلاقات السياسية والثقافية المتميزة.
إشادة بالإنجازات المصرية ودعم عربي مشترك
اختتم السفير الرحبي تصريحاته بتوجيه تحية خاصة لمصر عقب افتتاح المتحف المصري الكبير، واصفًا هذا المنجز بأنه “فخر للعرب جميعًا”.
وأشار إلى مشاركة السلطنة في الافتتاح ممثلة بوزير الثقافة العُماني، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل إضافة حضارية للعالم كله.
ونوّه السفير إلى فوز الدكتور خالد العناني بمنصب رفيع داخل منظمة اليونسكو، معتبرًا الأمر “إنجازًا يؤكد قدرة العرب على تولي المناصب الدولية المهمة، وفخرًا لكل عربي”.



