كاتب أمريكي يكشف لـ"تفصيلة": مهلة نهائية من ترامب لزيلينسكي والولايات المتحدة تبارك انتصار روسيا
يتقدم المشهد الأوكراني نحو نقطة مفصلية تحمل في طياتها ملامح مرحلة قد تغيّر مسار الصراع المستمر منذ سنوات.
ويظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر توتراً وصرامة في خطابه الأخير، كاشفاً حجم الضغوط التي تواجهها كييف، ومعلناً أن البلاد تقف الآن أمام قرار تاريخي يضعها بين خيارين صعبين لا مفر منهما: قبول خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أو خسارة الدعم الأميركي بالكامل.
زيلينسكي يعلن لحظة الحقيقة أمام شعبه
بدت ملامح التجهم واضحة على وجه الرئيس الأوكراني، وهو يخاطب شعبه عبر رسالة مصورة، معلناً دخول البلاد مرحلة حساسة.
أكد زيلينسكي أن أوكرانيا تواجه واحدة من أدق اللحظات في تاريخها الحديث، بين الدفاع عن الكرامة والسيادة من جهة، وبين المخاطرة بفقدان الدعم الأميركي الذي مثّل لسنوات محور القوة في مواجهة موسكو.
وشدد قائلاً إن بلاده تقف اليوم أمام مفترق طرق صعب، مضيفاً: "لم أخن أوكرانيا في فبراير 2020، ولن أخونها الآن". وأعاد التأكيد على أن كرامة بلاده لا يمكن أن تكون موضع مساومة، مهما كان حجم الضغوط الدولية.
صهيوني لتفصيلة: مهلة نهائية لأوكرانيا للقبول بخطة السلام
يقدم الكاتب السوري الأميركي ستيفن صهيوني، من واشنطن، رؤية حاسمة لمستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكداً في حوار خاص مع موقع تفصيلة أن الأيام المقبلة ستشهد منعطفاً حاسماً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة نهائية لأوكرانيا للقبول بخطة السلام.
صهيوني يرى أن زيلينسكي يقف حالياً أمام ضغوط غير مسبوقة، وأن المشهد الدولي يتحرك باتجاه تسوية تعتبر في جوهرها انتصاراً لروسيا بموافقة أميركية واضحة.
تصعيد أميركي ومهلة نهائية من ترامب لأوكرانيا
تحركت الإدارة الأميركية نحو مزيد من التشديد، حيث كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على أوكرانيا تقديم رد واضح بشأن خطة السلام قبل يوم الخميس المقبل.
وأوضح في تصريحات لشبكة فوكس نيوز أن هذا الموعد يشكل "الوقت المناسب" لاتخاذ القرار، لكنه لم يستبعد إمكانية تمديد المهلة إذا ظهرت مؤشرات إيجابية من الجانب الأوكراني.
وأشار ترامب إلى أن استمرار الحرب لم يعد خياراً مطروحاً من وجهة نظر واشنطن، مؤكداً ضرورة أن تنتهي الأزمة ضمن إطار تسوية تضع حداً للنزاع المستمر منذ سنوات.
ووجه رسالة مباشرة لزيلينسكي قائلاً إن قبول الخطة قد يكون الطريق الوحيد لتجنب مزيد من الخسائر، وإن رفضها يعني "القتال حتى النهاية".
قال ستيفن صهيوني في تصريحاته لموقع تفصيلة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خرج إلى الإعلام معلناً أن أوكرانيا أمام مهلة نهائية تنتهي في 28 نوفمبر لقبول خطة السلام الأميركية.
صهيوني أوضح أن هذه الخطوة تعكس رغبة أميركية واضحة في إنهاء الحرب، بعد وصولها إلى مرحلة استنزاف مكلفة للولايات المتحدة وللغرب.
تقدم روسي واسع يضغط على زيلينسكي
أكد صهيوني أن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت مرحلة حاسمة مع تحقيق القوات الروسية تقدماً كبيراً على عدة محاور.
القوات الروسية بحسب تقديره تسيطر على مواقع جديدة وتطوّق أعداداً ضخمة من الجنود الأوكرانيين، ما يجعل احتمالات الأسر واسعة جداً في حال استمرار المعارك دون تسوية.
هذا الوضع، كما يقول الكاتب الأمريكي، يضع زيلينسكي تحت ضغط هائل، خاصة مع تراجع الدعم السياسي الأميركي.
خسائر فادحة تهدد أوكرانيا وأوروبا
يرى صهيوني أن وقوع عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية في الأسر سيشكل ضربة قاسية لأوروبا وللغرب عموماً، ويفتح الباب أمام انهيار معنوي وسياسي عميق داخل كييف.
ويشير إلى أن هذا السيناريو يمثل أحد الأسباب التي تعجل واشنطن بالضغط نحو التسوية قبل توسع الانهيار الأوكراني.
فضائح وفساد تعصف بزيلينسكي
أوضح صهيوني أن ترامب يريد إنهاء الحرب أيضاً بسبب ما وصفه بـ“فضائح الفساد” التي طالت زيلينسكي خلال الفترة الماضية.
الكاتب أكد أن الرئيس الأوكراني ليس في أفضل حالاته السياسية، بل يعيش أسوأ مراحل مساره منذ اندلاع الحرب، ما يجعل قدرته على المناورة السياسية ضعيفة للغاية.
موسكو تستقبل التطورات بارتياح وبوتين يظهر كـ"الرابح الأكبر"
شهدت موسكو حالة من الارتياح تجاه الطرح الأميركي، حيث اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الخطة قد تُشكّل أساساً عملياً للوصول إلى حل نهائي بين البلدين، ومعالجة جذور الأزمة التي تفجرت منذ سنوات.
ودعا الكرملين كييف إلى قبول المقترح "قبل فوات الأوان".
ووصفت أوساط سياسية عدة الرئيس الروسي بأنه "الرابح الأكبر" في هذه المرحلة، وفق تقييم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الديمقراطي الذين أعربوا عن قلقهم من مآلات التسوية.
واعتبر هؤلاء أن تنفيذ الخطة قد يصب في مصلحة موسكو بشكل كبير، ويمنحها مكاسب استراتيجية غير مسبوقة.
أضاف صهيوني أن الحرب الحالية تعد من أبشع حروب القرن الحادي والعشرين، لكن نتائجها المتوقعة تميل بقوة لصالح روسيا، رغم كل الدعم المالي والعسكري والاستخباراتي الذي حصلت عليه أوكرانيا من الولايات المتحدة والغرب.
وقال إن روسيا تخرج من هذه الحرب بانتصار واضح، بينما تتراجع فعالية العقوبات الغربية وتفقد تأثيرها.
أوروبا لا ترغب في إنهاء الحرب وترامب يريد إغلاق الملف
كشف صهيوني أن عدداً من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا، لا ترغب في إنهاء الحرب حالياً لأنها ترى فيها وسيلة لإضعاف روسيا.
لكنه أشار إلى أن ترامب يتخذ موقفاً معاكساً تماماً، إذ يريد إغلاق هذا الملف بسرعة لأنه يكلّف الولايات المتحدة وأوروبا خسائر كبيرة، سواء اقتصادياً أو سياسياً.
اتفاقيات مرتقبة بين واشنطن وموسكو
لفت الكاتب السوري الأميركي إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد اتفاقيات بين روسيا والولايات المتحدة تشمل إعادة الإعمار واتفاقات تجارية وترسيم حدود، في خطوة قد تغيّر شكل الخريطة السياسية في شرق أوروبا.
صهيوني يؤكد أن هذه التفاهمات لم تولد اليوم، بل تعود إلى ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع بوتين وترامب في ألاسكا قبل أشهر.
خلاصة المشهد: نهاية الحرب بموافقة أميركية
يعتقد صهيوني أن الحرب تقترب من نهايتها “بموافقة أميركية ومباركة واشنطن”، وأن الخاسر الأكبر في هذا المسار سيكون زيلينسكي وأوروبا التي فشلت في تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية.
ويختم حديثه بأن السيناريو المقبل سيحمل تغيرات جوهرية في موازين القوى، مع اعتراف ضمني بدور موسكو كلاعب رئيسي في النظام الدولي.
وتتجه الأنظار خلال الساعات المقبلة نحو كييف، بانتظار الموقف النهائي للرئيس زيلينسكي، في وقت تتزايد الضغوط الدولية وتتسارع التحركات الدبلوماسية.
وتبقى الخيارات محدودة للغاية أمام القيادة الأوكرانية، التي تجد نفسها بين احتمالين كلاهما يحمل أثماناً باهظة.
وتبقى الحقيقة الواضحة أن القرار المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة لن يحدد فقط مسار الحرب، بل سيعيد رسم شكل التحالفات والتوازنات في أوروبا والعالم، في لحظة فارقة ربما تكون الأكثر حساسية منذ اندلاع الصراع.



