لماذا تحتاج النساء للنوم أكثر من الرجال؟ طبيبة تحسم الجدل
في كثير من الأحيان، ينظر إلى رغبة المرأة في النوم لفترة أطول باعتبارها علامة على الكسل أو الدلال، لكن العلم له رأي آخر تماماً.
إذ تشير الأبحاث الحديثة وخبراء الصحة إلى أن حاجة النساء إلى مزيد من الراحة ليست ترفاً، بل مطلب بيولوجي تدعمه طبيعة أجسامهن وأدمغتهن.
تقول سالوني، أخصائية التغذية إن أدمغة النساء تعمل بطرق أكثر تعقيداً، ما يجعلها بحاجة إلى فترات تعافٍ أطول خلال الليل.
وتوضح "في ثقافتنا، عندما تطلب المرأة مزيداً من النوم، تتهم بالكسل، لكن الحقيقة أن عقلها يبذل جهداً أكبر، فهي تدير مهاماً متعددة في الوقت ذاته، من العمل إلى المسؤوليات المنزلية والعاطفية، وهذا النشاط الذهني المكثف يستنزف طاقتها العصبية".
الهرمونات.. مفتاح الاختلاف البيولوجي
تلعب الهرمونات دوراً محورياً في اختلاف أنماط النوم بين الجنسين، فمع تغير مستويات الإستروجين والبروجستيرون خلال الدورة الشهرية، تمر النساء بفترات من الأرق أو النوم المتقطع.
أما خلال الحمل ومرحلة سن اليأس، فتزداد حاجة الجسم للنوم لدعم التعافي والتكيف مع التحولات الفسيولوجية.
وتقول سالوني:"تمر النساء بتغيرات هرمونية مستمرة تؤثر مباشرة على جودة النوم، ولهذا فإن احتياجاتهن من الراحة تختلف من يوم لآخر".
الحاجة إلى نوم أعمق
يشير الأطباء أيضاً إلى أن النساء أكثر تعبيراً عن العواطف وأكثر انخراطاً في المعالجة العاطفية اليومية.
وخلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، يقوم الدماغ بترتيب الذكريات وتنظيم المشاعر، ما يعني أن النساء يحتجن إلى فترة أطول من هذا النوع من النوم للحفاظ على توازنهن النفسي.
نقص الحديد.. السبب الخفي وراء الإرهاق
إضافة إلى العوامل العصبية والهرمونية، قد يعاني كثير من النساء من نقص الحديد نتيجة الدورة الشهرية، ما يسبب متلازمة تململ الساقين واضطرابات في النوم.
تقول سالوني:"انخفاض الحديد يجعل الجسم أكثر عرضة للتعب واضطراب النوم، لذا فإن الراحة الإضافية ليست ترفاً، بل ضرورة".
كم تحتاج المرأة من النوم؟
توصي الدراسات بزيادة النوم بنحو 10 إلى 20 دقيقة إضافية يومياً مقارنة بالرجال.
وتشير أبحاث مركز أبحاث النوم بجامعة لوبورو إلى أن النساء يحتجن إلى فترات نوم أطول بسبب النشاط الدماغي الأعلى وتعدد المهام، وأن قلة النوم تؤثر في صحتهن النفسية أكثر، مسببة الغضب والاكتئاب.
نصائح الأطباء لتحسين جودة النوم
استهدفي من 7 إلى 9 ساعات من النوم يومياً.
حافظي على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة.
عالجي نقص الحديد بالتغذية السليمة أو المكملات.
استخدمي تقنيات الاسترخاء كالتأمل وكتابة اليوميات.
قللي من المقاطعات الليلية قدر الإمكان.
لا تشعري بالذنب عند حاجتك إلى الراحة فالجسد يعرف ما يحتاج إليه.
المرأة لا تنام كثيراً لأنها كسولة، بل لأنها تعمل أكثر ذهنياً وجسدياً والنوم الإضافي ليس ضعفاً، بل شكل من أشكال العناية الذاتية الضرورية لاستعادة الطاقة والتوازن.
فحين يطلب الجسد الراحة، فإن الاستجابة له هي أول خطوة نحو صحة أفضل وحياة أكثر استقراراً.





