رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

نار النهاية بعد سنوات السقوط.. أسرار الرحلة المأساوية لنيفين مندور

نيفين مندور
نيفين مندور

عاد اسم الفنانة الراحلة نيفين مندور، الشهيرة بشخصية «فيحاء» في فيلم اللي بالي بالك، ليتصدر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب عمل فني جديد، بل بعد إعلان وفاتها إثر حريق مأساوي داخل شقتها بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية، في حادث أعاد إلى الواجهة سيرة حياة مليئة بالتقلبات والصدمات، ما بين شهرة مبكرة، وانكسارات إنسانية، وأزمات نفسية، انتهت بنهاية مأساوية.

وفاة نيفين لم تكن مجرد حادث عرضي، بل فتحت أبواب التساؤل حول سنوات طويلة عاشت فيها الفنانة الراحلة بين العزلة، والوجع، ومحاولات الصمود أمام قسوة الحياة.

حريق العصافرة… الساعات الأخيرة في حياة فيحاء

في الساعات الأولى من صباح اليوم، تلقت الأجهزة الأمنية بالإسكندرية بلاغًا بنشوب حريق داخل شقة سكنية ببرج الإخلاص بمنطقة العصافرة، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، حيث تمت السيطرة على النيران.

داخل الشقة، عُثر على جثمان الفنانة نيفين مندور، وتبيّن وفق المعلومات الأولية أنها لقيت مصرعها اختناقًا بالدخان الناتج عن الحريق.

أحد جيرانها، المهندس مصطفى، أعلن الخبر عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك»، مؤكدًا أن الوفاة حدثت داخل الشقة، بحسب ما أبلغته به أسرة الراحلة، وهو ما شكّل صدمة واسعة لجمهورها ومحبيها.

تحقيقات النيابة والمعمل الجنائي

تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق على الفور، وقررت:

انتداب المعمل الجنائي لبيان أسباب الحريق

التأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه

التصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية


كما أجرت النيابة العامة معاينة كاملة لشقة الفنانة، في محاولة لفك غموض الحادث الذي أنهى حياة فنانة عاشت سنواتها الأخيرة بعيدًا عن الأضواء.

“طارت من فوق المقطورة”… حادث غيّر مسار حياتها

لم يكن الحريق هو الصدمة الأولى في حياة نيفين مندور ففي تصريحات سابقة مؤثرة، كشفت الفنانة الراحلة عن تعرضها لحادث سيارة مروّع في 28 مارس 2013، قالت عنه: "الحادث كان كبير… طرت من فوق مقطورة من جنب لجنب".

وأوضحت أن السيارة توقفت فقط بسبب وجود جبل رملي أعاق حركتها، مؤكدة أن نجاتها كانت أقرب للمعجزة، لكن آثار الحادث النفسية والجسدية بقيت معها لسنوات، وأضافت حلقة جديدة في سلسلة الانكسارات التي لاحقتها.

بين وفاة الأم وانفجار الأزمات

عام 2013 كان عامًا فاصلًا في حياة نيفين مندور. ففي 16 يناير 2013 فقدت والدتها، التي كانت تمثل لها السند الأول والأقرب، وبعدها بأسابيع قليلة، وتحديدًا في 13 مارس 2013، واجهت أزمة قضائية كبرى.

تزامن هذه الأحداث وفاة الأم، ثم الأزمة القانونية، ثم حادث السيارة  شكّل ضغطًا نفسيًا هائلًا، اعترفت نيفين لاحقًا أنه كان من أصعب الفترات في حياتها.

البكاء على الهواء… لحظة انكسار علنية

في واحدة من أكثر لحظاتها تأثيرًا، ظهرت نيفين مندور في لقاء تلفزيوني سابق، وبكت على الهواء أثناء حديثها عن أزمة حبسها في قضية مخدرات، مؤكدة براءتها.

قالت وقتها: "اللي بيني وبين ربنا هو اللي يفرق ومكنتش مهتمة أبرأ نفسي قدام ناس مريضة، وأكثر من 90% من الناس كانت مصدقة اللي بقوله".

وأوضحت أن القضية لم تكن تخصها بشكل مباشر، بل كانت مرتبطة بوالدها، وأنها وجدت نفسها "دفعت الثمن"، ما وضع والدها  على حد وصفها  بين نارين: سمعته وابنته.

البراءة… لكن الجرح لم يندمل

أكدت نيفين أنها حصلت على البراءة من اللحظة الأولى، وأن أحدًا لم يستطع التشكيك فيها قانونيًا، لكنها شددت على أن الأذى النفسي كان أقسى من أي حكم قضائي.

وأضافت أن ردود الفعل الإيجابية من الجمهور كانت سببًا في صمتها، قائلة إنها لم تجد داعيًا للدفاع عن نفسها أمام من وصفتهم بـ"المرضى"، خاصة أن الأزمة جاءت في توقيت وفاة والدتها، ما جعلها غير قادرة نفسيًا على الاستمرار في أي عمل فني.


دخول الفن صدفة… وخروج مبكر

في لقاء سابق ببرنامج «كلام الناس» على قناة MBC مصر، كشفت نيفين مندور كواليس دخولها الوسط الفني، مؤكدة أنها لم تخطط للتمثيل من الأساس.

قالت إنها التقت صدفة أحد أقارب الفنان محمد سعد أثناء وجودها في أحد مطاعم القاهرة مع صديقة لها، وعرض عليها بطولة فيلم بعد نجاح اللمبي، لكنها رفضت في البداية، معتبرة أن الفيلم الكوميدي لا يُنظر إليه بجدية فنية.

من الرفض إلى القبول… دور حسن حسني

ورغم رفضها المتكرر، تم إقناعها بالحضور إلى موقع التصوير، حيث التقت الفنان الراحل حسن حسني، الذي لعب دورًا محوريًا في تغيير قرارها، وأقنعها بالمشاركة في الفيلم، لتولد شخصية «فيحاء» التي صنعت شهرتها السريعة.

لكن النجاح لم يكن مطمئنًا لها، بل اعترفت بأنها شعرت بخوف شديد بعد عرض الفيلم، وكانت ممزقة بين السعادة والقلق.

قرار الابتعاد… طاعة للأب

عندما فكرت نيفين في العودة للفن لاحقًا، قوبل قرارها برفض قاطع من والدها، الذي طلب منها الابتعاد عن الوسط الفني، فامتثلت لرغبته، وقررت الانسحاب بهدوء.

قالت: "أمي كانت مريضة، وهي أولى بكل دقيقة من وقتي وبعدها بابا رفض رجوعي، واحترمت رأيه".

شائعة الزواج ومحاولات التشويه

لاحقتها أيضًا شائعة زواجها من الفنان محمد سعد، وهو ما نفته تمامًا، مؤكدة أنها تعاملت مع الأمر باعتباره "ضريبة الشهرة"، وأن من يدخل الوسط الفني يصبح تلقائيًا عرضة للإشاعات.

تم نسخ الرابط