دراسة: تأخير وجبة الإفطار قد يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
كشفت دراسة علمية جديدة عن وجود علاقة بين تأخير مواعيد تناول وجبة الإفطار وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، مؤكدةً أن توقيت الوجبات اليومية، ولا سيما وجبة الإفطار، قد يكون أكثر أهمية مما كان يُعتقد سابقًا.
يقول الأطباء إن تناول الطعام خلال ساعة إلى ساعتين من الاستيقاظ يساعد في الحفاظ على تناغم عملية الأيض والإيقاع اليومي للجسم، وهو ما يُسهم في دعم الصحة العامة على المدى الطويل.
كما أن اتباع روتين صباحي ثابت في مواعيد تناول الإفطار قد يُعد وسيلة بسيطة لتعزيز الشيخوخة الصحية بحسب Health shots
توقيت الإفطار وصحة الجسم
تشير الأبحاث إلى أن توقيت تناول الطعام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة العامة وطول العمر، خصوصًا مع التقدم في السن.
فوفقًا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يتناولون الإفطار في وقت متأخر من اليوم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية مثل الاكتئاب، التعب، ومشاكل صحة الفم، إلى جانب ارتفاع خطر الوفاة المبكرة.
وقال الدكتور حسن دشتي، الباحث الرئيسي في بيان صحفي: "تشير أبحاثنا إلى أن تغيّر مواعيد تناول كبار السن للطعام، وخصوصًا وجبة الإفطار، يمكن أن يكون مؤشرًا بسيطًا وواضحًا على حالتهم الصحية العامة. وتشجيعهم على الالتزام بجداول وجبات منتظمة قد يُشكّل جزءًا من استراتيجيات أوسع لتعزيز الشيخوخة الصحية".
تفاصيل الدراسة ونتائجها
نُشرت الدراسة في مجلة Communications Medicine، وتابعت ما يقرب من 3 آلاف بالغ في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 42 و94 عامًا، لمدة تجاوزت 20 عامًا.
قدّم المشاركون بيانات تفصيلية حول مواعيد الإفطار والغداء والعشاء، إلى جانب معلومات عن عادات النوم، وطبيعة العمل، والحالة الصحية العامة.
وأظهرت النتائج أنه مع تقدّم العمر، تأخرت مواعيد وجبتي الإفطار والعشاء تدريجيًا؛ فكل عقد إضافي من العمر كان يقابله تأخير بنحو 8 دقائق في الإفطار و4 دقائق في العشاء، مع تقلّص الفترة الزمنية الإجمالية بين أول وآخر وجبة في اليوم.
لكن المثير أن كل ساعة تأخير إضافية في الإفطار ارتبطت بزيادة خطر الوفاة بنسبة 8 إلى 11% خلال فترة المتابعة.
كما ارتبط تأخير الوجبة بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
وقالت دشتي: "تظهر هذه النتائج أن تأخير مواعيد الوجبات، وخاصةً وجبة الإفطار، يرتبط بتحديات صحية وزيادة خطر الوفاة لدى كبار السن. إنها تضيف بُعدًا جديدًا للمقولة القديمة: الإفطار هو أهم وجبة في اليوم".
ما هو الوقت المثالي لتناول الإفطار؟
رغم أن الدراسة لا تُثبت بشكل قاطع أن تناول الطعام مبكرًا يُطيل العمر، فإن الأدلة العلمية المتزايدة تشير إلى فوائد اتباع روتين إفطار مبكر ومنتظم.
يقول الخبراء إن هذه العادة تساعد في ضبط الساعة البيولوجية للجسم وتحسين كفاءة التمثيل الغذائي، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على الصحة العامة وطول العمر.
لماذا يعد الانتظام في الوجبات مهمًا؟
يرى العلماء أن الانتظام في مواعيد تناول الطعام لا يقل أهمية عن نوعية الطعام نفسه. فالجسم يمتلك ساعة داخلية (إيقاع الساعة البيولوجية) تتحكم في عمليات حيوية كالهضم وإفراز الهرمونات وتنظيم الطاقة.
ويقول الدكتور نيت وود، مدير قسم طب الطهي في كلية الطب بجامعة ييل: "الحياة الصحية لا تقوم فقط على ما نأكله، بل أيضًا على متى نأكل، فالتوازن بين أوقات النوم والطعام والنشاط البدني والاجتماعي هو ما يُعزز الصحة والعمر المديد".
ويضيف أن تناول الإفطار والعشاء مبكرًا ينسجم مع الإيقاعات الطبيعية للجسم، ويُقلل من احتمال الإفراط في تناول الطعام ليلًا، ما يُحسّن جودة النوم ويُعزّز وظائف الأيض.
لم يثبت بعد أن تناول الإفطار في وقت مبكر يُطيل العمر مباشرة، إلا أن الدراسات تُشير بوضوح إلى أن الالتزام بوجبات منتظمة ومبكرة هو مؤشر قوي على صحة أفضل، وقد يكون له دور فعّال في تعزيز طول العمر وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.



