باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الوجه الآخر لخل التفاح.. فوائده محدودة ومخاطره حقيقية

خل التفاح
خل التفاح

لا يخلو مطبخ تقريبًا من خل التفاح، الذي تحوّل من مكوّن غذائي بسيط إلى "علاج سحري" تغري به مواقع التواصل الاجتماعي لعلاج كل شيء تقريبًا؛ من إنقاص الوزن وتنقية البشرة، إلى تعزيز الهضم وتنشيط المناعة. 

إلا أن وراء هذا الانتشار الواسع حقائق علمية تُظهر أن الاستخدام المفرط أو غير السليم لخل التفاح قد يُعرّض الجسم لمخاطر صحية جسيمة، بعضها موثّق في أبحاث طبية ودراسات سريرية حديثة.

أضرار خل التفاح 

يستعرض موقع تفصيلة  ستة آثار جانبية خطيرة يُحذّر منها الأطباء وخبراء التغذية، إلى جانب إرشادات عملية لتجنّب مخاطره.

 تآكل مينا الأسنان

يُعدّ خل التفاح من أكثر المواد الغذائية حموضة، ما يجعله قادرًا على تآكل مينا الأسنان عند الاستخدام المتكرر.
فقد أظهرت دراسات مخبرية وتجارب عشوائية امتدت لثمانية أسابيع أن التعرض المنتظم للخل حتي عند تخفيفه يسبب تغيّرات واضحة في سطح الأسنان، ويُضعف مقاومتها للمشروبات الباردة أو الساخنة.
ويشير أطباء الأسنان إلى أن تأثير الخل يشبه تأثير المشروبات الغازية والعصائر الحمضية، حيث يؤدي الاستخدام المتواصل إلى تآكل تدريجي في طبقة المينا لا يمكن استعادتها لاحقًا.


 انخفاض البوتاسيوم وفقدان الكتلة العظمية

تناول كميات كبيرة من خل التفاح على مدى طويل يمكن أن يسبب نقص بوتاسيوم الدم، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى ضعف العضلات، وعدم انتظام ضربات القلب، بل وحتى السكتة القلبية في الحالات الشديدة.


وأشارت تقارير طبية موثقة إلى وجود علاقة بين الإفراط في تناول خل التفاح المزمن وظهور هشاشة العظام، ما يدل على أن الاستخدام المفرط لأي علاج طبيعي دون إشراف طبي قد يقود إلى نتائج عكسية مدمّرة.


 إصابات المريء والجهاز الهضمي

يحذر الأطباء من شرب خل التفاح المركز أو غير المخفف، أو تناول مكملاته على شكل أقراص، إذ قد يؤدي ذلك إلى حروق كيميائية في المريء أو تآكل بطانة المعدة.


وقد سُجلت حالات إصابة خطيرة بسبب منتجات تجارية غير مطابقة للمواصفات، تسببت في تلف الغشاء المخاطي للمريء بعد فترات قصيرة من الاستخدام.


 تفاعلات خطيرة مع الأدوية

من أكثر الأخطاء شيوعًا تناول خل التفاح دون استشارة الطبيب، خاصة لمن يستخدمون أدوية مزمنة.


فالخل قد يُخفض مستويات البوتاسيوم في الجسم، مما يزيد خطر التسمم لدى من يتناولون أدوية مثل الديجوكسين. 

كما يتفاعل مع مدرات البول، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وبعض الملينات.
ولهذا يُنصح المرضى الذين يتناولون أي دواء بوصفة طبية بعدم دمج خل التفاح في نظامهم اليومي دون استشارة الطبيب.


 إبطاء إفراغ المعدة ومضاعفات لمرضى السكري

على الرغم من أن بعض الدراسات تُشير إلى أن الخل يُحسّن من ضبط سكر الدم، إلا أن تأثيره الجانبي الأخطر هو إبطاء إفراغ المعدة، مما قد يُسبب الغثيان، والانتفاخ، وعدم انتظام مستويات السكر، خصوصًا لدى مرضى شلل المعدة السكري.


دراسة محكمة أظهرت أن تناول الخل أدى إلى تباطؤ إفراغ المعدة بشكل واضح لدى المصابين بالسكري من النوع الأول، ما جعل مستويات السكر لديهم تتذبذب بشكل يصعب التحكم فيه.


 حروق الجلد والتهابات موضعية

فكرة أن "الطبيعي آمن" تتهاوى أمام الأدلّة السريرية التي وثّقت حروقًا كيميائية عميقة لدى أشخاص استخدموا خل التفاح غير المخفف على الجلد لعلاج حب الشباب أو التهابات البشرة.
فـحمض الأسيتيك، المكوّن الرئيس في الخل، قادر على إحداث تلف في الأنسجة الجلدية، خاصة في المناطق الحساسة أو عند تغطية الجلد بضمادات مبللة بالخل لفترات طويلة.
ويؤكد أطباء الجلد أن الاستخدام الموضعي الخاطئ لخل التفاح يُمكن أن يُسبب التهابًا حادًا، وتقرحات، وبقعًا دائمة.

 منتجات تجارية غير مطابقة للمواصفات

ليست كل زجاجات خل التفاح على رفوف المتاجر متساوية في الجودة.


فقد كشفت دراسات تحليلية لعينات تجارية وجود تباين كبير في درجة الحموضة (pH) ومحتوى حمض الأسيتيك، فضلًا عن تضارب في المعلومات المدونة على الملصقات، وبعض المنتجات كانت مبسترة أو مفلترة، مما أفقدها "العنصر الأم" النشط، بينما احتوت أخرى على مستويات حموضة غير متسقة أو أقل مما هو معلن.


لذلك، يُنصح المستهلكون باختيار المنتجات الخام وغير المفلترة من علامات تجارية موثوقة، وتجنّب المكملات الغذائية المجهولة المصدر.

خل التفاح 
خل التفاح 


 إرشادات وقائية من الأطباء

لا تتناول خل التفاح غير المخفف أبدًا. يُفضل تخفيف ملعقة أو ملعقتين كبيرتين في كوب كبير من الماء.

تجنّب استخدامه يوميًا لفترات طويلة، وحدد مدة زمنية واضحة لمتابعة التأثيرات.

استشر الطبيب إذا كنت تتناول أدوية لمرض السكري، أو مدرات للبول، أو أدوية القلب.

لا تستخدمه على الجلد بشكل مباشر، وتجنّب المضمضة به لحماية الأسنان.

راقب أي أعراض جانبية مثل حرقة المعدة أو ضعف العضلات أو آلام الأسنان.

 

قد يحمل خل التفاح بعض الفوائد المتواضعة عند استخدامه في الطهي أو بكميات محدودة لدعم الهضم، إلا أنه يظل مادة حمضية قوية ذات آثار علاجية محدودة.
واستخدامه المفرط، أو بشكل مزمن، أو عبر منتجات تجارية مجهولة، قد يُسبب أضرارًا حقيقية يمكن الوقاية منها.
إن الوعي العلمي والاستخدام المعتدل، إلى جانب استشارة الطبيب قبل إدخاله في النظام الغذائي، هو السبيل الآمن للاستفادة من هذا "العلاج الشعبي" دون أن يتحوّل إلى خطر صامت.

 

تم نسخ الرابط