ألم البطن.. متى يكون إنذارًا خطيرًا يتطلب التدخل الطبي الفوري؟

قد يظن البعض أن ألم البطن لا يتجاوز كونه مجرد عسر هضم أو اضطراب بسيط في الجهاز الهضمي، وهو أمر شائع يعاني منه الكثيرون من حين لآخر.
إلا أن الحقيقة أن ألم البطن في بعض الأحيان قد يكون مؤشرًا خطيرًا على وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي العاجل، خاصة إذا كان الألم شديدًا أو مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مقلقة.
وأكد الأطباء أن متابعة شدة الألم ومدته والأعراض المصاحبة له أمر في غاية الأهمية، إذ قد يكون وراءه أحد الأمراض الخطيرة.
ويستعرض موقع “تفصيلة” أهم الأمراض التي تبدأ عادةً بألم في البطن ويجب اللجوء للطبيب فورا.
1. قرحة المعدة
تنشأ القرحة الهضمية نتيجة اختلال التوازن بين العوامل المدمرة والواقية للغشاء المخاطي المبطن للمعدة.
ومن أبرز أعراضها الانتفاخ المستمر، والشعور بالغثيان، وحرقة المعدة.
وإذا لم تعالج القرحة في وقت مبكر، فقد تتطور إلى نزيف داخلي أو تؤدي إلى ثقب في جدار المعدة، وهي مضاعفات تشكل خطرًا مباشرًا على حياة المريض.
2. حصوات المرارة
تعد حصوات المرارة من المشكلات الشائعة التي تنشأ عن تجمد بعض مكونات العصارة الصفراوية داخل المرارة.
وتؤدي هذه الحصوات في بعض الحالات إلى انسداد مجرى العصارة، مما يسبب ألمًا حادًا في الجزء العلوي من البطن، غالبًا بعد تناول الأطعمة الدسمة أو المصنعة.
ويصاحب هذا الألم أعراض مثل الغثيان، والقيء، وأحيانًا اليرقان، وفي حال تسبب الحصوات في التهاب المرارة، يصبح التدخل الطبي أمرًا لا يحتمل التأجيل.
3. التهاب الرتوج
الرتوج هي جيوب صغيرة تتكون في جدار القولون، وقد تُصاب بالعدوى أو الالتهاب فيما يعرف بـ "التهاب الرتوج".
وتظهر الأعراض عادة على هيئة ألم شديد في أسفل البطن الأيسر، مع حمى وغثيان وتغيرات في حركة الأمعاء.
وفي الحالات المتقدمة، قد تحدث مضاعفات مثل ثقب القولون أو تكوّن خراجات، ما يجعل التشخيص والعلاج المبكرين أمرًا حيويًا لتفادي المخاطر.
4. مرض التهاب الحوض (PID)
يُصيب هذا المرض الجهاز التناسلي لدى النساء، وغالبًا ما يكون سببه عدوى بكتيرية منقولة جنسيًا.
وتشمل أعراضه ألمًا في أسفل البطن، وارتفاعًا في درجة الحرارة، وإفرازات مهبلية غير طبيعية، إلى جانب ألم أثناء الجماع أو التبول.
وتمثل خطورة هذا المرض في أنه قد يؤدي، إذا لم يعالج، إلى مضاعفات طويلة المدى مثل العقم أو آلام الحوض المزمنة.
5. التهاب البنكرياس
البنكرياس هو عضو أساسي في عملية الهضم وتنظيم مستوى السكر في الدم، والتهابه يسبب ألمًا شديدًا في الجزء العلوي من البطن قد يمتد إلى الظهر، ويزداد الألم عادة بعد تناول الطعام، ويصاحبه غثيان وقيء.
وقد يكون التهاب البنكرياس حادًا أو مزمنًا، وفي الحالات الخطيرة يمكن أن يؤدي إلى فشل في أعضاء الجسم.
لذا، فإن التشخيص المبكر والعلاج السريع يمثلان السبيل الوحيد لتجنب المضاعفات.
متى يجب استشارة الطبيب؟
لا ينبغي تجاهل ألم البطن إذا كان:
شديدًا أو مستمرًا.
مصحوبًا بحمى أو قيء متكرر أو فقدان وزن غير مبرر.
مرتبطًا بوجود دم في البراز أو القيء.
يزداد سوءًا بمرور الوقت رغم تناول الأدوية البسيطة.
ففي مثل هذه الحالات، لا يكون الألم مجرد عرض عابر، بل رسالة تحذيرية تستدعي التوجه إلى الطبيب على الفور، لأن التدخل المبكر قد يكون الفارق بين العلاج السهل وتفادي المضاعفات الخطيرة.