باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

كيفية الحفاظ على نشاط الدماغ بعد الأربعين.. 5 عادات يومية لا غنى عنها

صحة الدماغ
صحة الدماغ

مع التقدم في العمر، يخضع الدماغ لتغيّرات طبيعية تؤثر تدريجيًا على الذاكرة والتركيز وسرعة الإدراك.

 ومع ذلك، تظهر الدراسات الحديثة أن تبنّي بعض العادات اليومية البسيطة يمكن أن يحدث فارقًا ملموسًا في الحفاظ على صحة الدماغ، وتأخير التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن. 

عادات يومية للحفاظ على نشاط الدماغ بعد سن الأربعين

ومع بلوغ سن الأربعين، تصبح رعاية العقل لا تقل أهمية عن العناية بالجسد، إذ يعتمد الأداء الذهني على نمط الحياة المتوازن والغذاء الصحي والأنشطة المحفّزة للذهن.

يستعرض موقع تفصيلة  أبرز العادات التي ينصح بها الخبراء للحفاظ على نشاط الدماغ ومرونته الذهنية:

ممارسة الرياضة بانتظام

تُعدّ الرياضة أحد أهم المفاتيح للحفاظ على الدماغ في حالة نشاط دائم. فممارسة التمارين بانتظام تحسّن تدفّق الدم إلى الدماغ، وتعزز نمو خلايا عصبية جديدة تُسهم في تقوية الذاكرة والتركيز. حتى المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا يمكن أن يُحدث فارقًا ملموسًا في المزاج والقدرات الإدراكية.

تظهر الدراسات أن النشاط البدني المنتظم يزيد من إفراز بروتينات عصبية وقائية، مثل عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين أساسي في عمليات التعلم والذاكرة.
وفي مراجعة بحثية نُشرت عام 2022، أشار العلماء إلى أن التمارين الهوائية ترفع من حجم مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلّم، مثل الحُصين، بفضل زيادة تدفق الدم وتغذية الخلايا العصبية بالأكسجين.

تناول أطعمة داعمة لصحة الدماغ

يُعد النظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية من أهم العوامل التي تدعم وظائف الدماغ وتحميه من التدهور، وتشمل هذه العناصر أحماض أوميغا 3 الدهنية، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات الأساسية.

وأظهرت دراسة نُشرت  في مجلة Ageing Research Reviews بعنوان "ارتباط أحماض أوميغا 3 الدهنية بمورفولوجيا الدماغ وحجمه لدى كبار السن الأصحاء إدراكيًا"، وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع مستويات أوميغا 3 وزيادة حجم الحُصين والمادة الرمادية في الدماغ، وهما منطقتان محوريتان في الذاكرة والتفكير.

ويُوصي الخبراء بإدخال أطعمة مثل الأسماك الدهنية (السلمون والتونة)، والجوز، والتوت الأزرق، والخضروات الورقية ضمن النظام الغذائي اليومي، لما لها من دور في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي اللذين يُسرّعان الشيخوخة العقلية.

تحدّى عقلك كل يوم

الدماغ مثل العضلة، يحتاج إلى تمرين مستمر ليبقى قويًا ومرنًا. إنّ ممارسة أنشطة ذهنية محفّزة مثل حل الألغاز، وقراءة الكتب، وتعلّم لغات أو مهارات جديدة، تُنشّط الروابط العصبية وتحفّز مراكز الذاكرة وحل المشكلات.

وأظهرت دراسة نُشرت عام 2013 في مجلة العلوم النفسية أن البالغين الذين تعلموا مهارات جديدة مثل التصوير الفوتوغرافي أو التطريز شهدوا تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة طويلة المدى ووظائفهم الإدراكية العامة. حتى الجهود الذهنية القصيرة المنتظمة تُسهم في الحفاظ على مرونة الدماغ ونشاطه.

احصل على قسط كافٍ من النوم (7 – 8 ساعات يوميًا)

النوم ليس رفاهية، بل ضرورة حيوية لصحة الدماغ، فهو يُساعد على ترسيخ الذكريات وتنظيف الدماغ من السموم الناتجة عن النشاط العصبي اليومي.

وعلى النقيض، فإن قلة النوم المزمنة تُضاعف خطر الإصابة باضطرابات معرفية مثل مرض الزهايمر وتُضعف القدرة على اتخاذ القرارات.

توضح دراسة نُشرت بعنوان "الذاكرة والنوم" في قاعدة بيانات PubMed Central أن النوم، وخاصة النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة (Non-REM)، يُعيد تنشيط الذكريات في منطقة الحُصين، ما يُعزز الاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل.

حافظ على العلاقات الاجتماعية

العلاقات الاجتماعية الصحية تُعتبر درعًا واقيًا للدماغ. فالتواصل مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة المجتمعية يُخفّف من التوتر ويُعزز الشعور بالانتماء، مما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية والمعرفية.

ووفقًا لدراسة أُجريت عام 2024 بعنوان "العلاقة بين العزلة الاجتماعية وحالات الخرف"، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بتواصل اجتماعي معتدل كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 22٪ مقارنةً بمن يعانون من عزلة اجتماعية عالية.
 

وتشير النتائج إلى أن التواصل الإيجابي يُحفّز المناطق الدماغية المسؤولة عن المعالجة العاطفية والإدراك الاجتماعي، ما يساهم في الحفاظ على نشاط الدماغ على المدى الطويل.

الحفاظ على صحة الدماغ لا يتحقق بوسيلة واحدة، بل هو مزيج من نمط حياة متوازن يجمع بين الحركة، والتغذية السليمة، والتحفيز الذهني، والنوم الكافي، والتواصل الاجتماعي.

ومع أن التقدّم في العمر أمر لا مفرّ منه، إلا أن تبنّي هذه العادات البسيطة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة، ويُبقي الذهن متّقدًا حتى في مراحل متقدمة من العمر.

تم نسخ الرابط