دراسة تكشف مفاجأة.. المانجو ليست عدوًا لمرضى السكري

المانجو من أكثر الفواكه التي يُحذر منها مرضى السكري، إذ تأتي دائمًا على رأس قائمة الأطعمة “الممنوعة” لما تحتويه من نسبة مرتفعة من السكر.
فبحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كوب واحد من المانجو الطازج على نحو 22.6 غرامًا من السكر، ما يجعلها فاكهة حلوة المذاق وشائعة في العصائر وأطباق الفاكهة، خصوصًا خلال موسمها الصيفي بحسب Times of india.
لكن على الرغم من هذه السمعة “المقلقة”، فإن الدراسات العلمية الحديثة تُغيّر هذه الصورة تدريجيًا.
فقد كشفت دراسة حديثة لجامعة جورج ماسون الأمريكية أن تناول المانجو يوميًا قد يحسّن من قدرة الجسم على ضبط مستويات سكر الدم ويقلل من دهون الجسم، مقارنةً بمن يستهلكون وجبات خفيفة منخفضة السكر.
نشرت هذه النتائج في مجلة "Foods" خلال أغسطس الماضي، تحت عنوان: "تناول المانجو يوميًا يحسن نتائج مؤشر نسبة السكر في الدم وتكوين الجسم لدى البالغين المصابين بمرحلة ما قبل السكري".
وأكّدت الدراسة أن السكر في الأطعمة الكاملة — مثل الفواكه الطازجة — لا يجب النظر إليه بالطريقة نفسها التي يُنظر بها إلى السكر المضاف، إذ إن السياق الغذائي الكامل للطعام يغيّر تأثيره في الجسم.
وفي تصريحات لموقع "ساينس ديلي"، أوضحت الدكتورة رائدة بصيري، الأستاذة المساعدة في قسم التغذية بجامعة جورج ماسون، أن التركيبة الغذائية للمانجو تجعلها فريدة من نوعها.
تحتوي المانجو على ألياف طبيعية، ومضادات أكسدة، وفيتامينات أساسية تعمل معًا على إبطاء امتصاص السكر في الدم، وتحسين الهضم، وتعزيز الشعور بالشبع.
وأضافت بصيري أن تناول المانجو باعتدال لا يرفع سكر الدم بشكل حاد، كما تفعل الحلويات أو المشروبات السكرية، بل على العكس، يسهم في الحفاظ على توازن الجلوكوز بفضل الألياف والمغذيات النباتية.
ووفقًا للجمعية الأمريكية للسكري (ADA)، يتراوح مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) للمانجو بين 51 و56، وهو ما يضعها ضمن فئة الأطعمة ذات المؤشر المنخفض إلى المتوسط، أي أنها آمنة نسبيًا عند تناولها بكميات معتدلة.
فوائد المانجو
وللمانجو فوائد إضافية تتجاوز ضبط السكر، إذ أظهرت دراسة بريطانية نُشرت في المجلة البريطانية للتغذية عام 2011 أن الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون مضافًا إليه المانجو المجفف بالتجميد، شهدت انخفاضًا في نسبة الدهون في الجسم، وتراجعًا في مستويات الكوليسترول، وتحسنًا في مؤشرات الجلوكوز، مقارنةً بتلك التي تناولت أدوية خافضة للسكر فقط.
ويُشير الباحثون إلى أن المانجو تدعم الصحة الأيضية بفضل محتواها من المركبات النباتية النشطة، ما يجعلها خيارًا طبيعيًا “حلوًا وذكيًا” ضمن نظام غذائي متوازن.
بكلمات أخرى، ليست كل السكريات “سيئة”، فالفارق الكبير بين سكر الفاكهة الكامل والسكر المضاف يكمن في السياق الغذائي والتوازن الطبيعي للعناصر داخل الثمرة.
لذلك، لا داعي لأن تكون المانجو “فاكهة محرّمة” على مرضى السكري — بل فاكهة يمكن الاستمتاع بها باعتدال، مع وعي وفهم لتأثيرها الفعلي في الجسم.