أضرار الاستخدام المفرط للهاتف.. حين تتحول التكنولوجيا إلى مصدر للقلق والتوتر

في عصر تسيطر فيه الشاشات على تفاصيل حياتنا اليومية، أصبح الهاتف الذكي امتدادًا لأيدينا، لا يفارقنا في العمل أو المنزل أو حتى قبل النوم.
أضرار الاستخدام المفرط للهاتف
فمن رسائل البريد الإلكتروني إلى التنبيهات المستمرة من وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المتدفقة بلا توقف، يبقينا الهاتف في حالة انشغال دائم. لكن، هل تساءلت يومًا لماذا تشعر بالقلق أو الإرهاق بعد تصفح هاتفك؟
أوضح الدكتور بهوميش تياجي، استشاري الطب العام الأسباب النفسية الكامنة وراء هذا القلق، وقدم مجموعة من النصائح للتعامل معه بوعي ومسؤولية وفقا لما نشر علي Times of india.
لماذا يسبب استخدام الهاتف القلق؟
1. التحميل الزائد بالمعلومات
يقول الدكتور تياجي إن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني يغرق الدماغ بسيل من المعلومات المتواصلة، ما يؤدي إلى فرط التحفيز العصبي الذي ينهك العقل ويسبب التوتر والقلق المستمر.
2. المقارنة الاجتماعية
تعرضنا مواقع التواصل الاجتماعي لصور ومقاطع تظهر الجانب المشرق فقط من حياة الآخرين، مما ينشئ في أذهاننا توقعات غير واقعية تدفعنا إلى مقارنة أنفسنا بهم، والشعور بالنقص أو الفشل، وهو ما يُغذي مشاعر القلق.
3. الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)
تتحول الإشعارات المستمرة إلى مصدر توتر خفي، فالرغبة في البقاء على اطلاع دائم بالأخبار أو التوجهات أو الأحداث الاجتماعية تخلق حالة من القلق الدائم خشية فوات شيء مهم.
4. ضغط العمل المستمر
يشير الطبيب إلى أن الهواتف الذكية ألغت الحدود بين الحياة العملية والشخصية، إذ يمكن لأي بريد إلكتروني أو مكالمة أن تصل في أي وقت.
هذا الاتصال الدائم يؤدي إلى الإرهاق الذهني ويزيد من مستويات التوتر.
5. الضوء الأزرق واضطرابات النوم
استخدام الهاتف قبل النوم لا يرهق العقل فحسب، بل يعرّض العينين للضوء الأزرق الذي يعطل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم تزيد من حدة القلق والإجهاد.
كيف تقلل القلق الناتج عن استخدام الهاتف؟
1. ضبط الإشعارات
قم بإيقاف التنبيهات غير الضرورية لتقليل رغبتك في تفقد الهاتف باستمرار، ما يمنحك هدوءًا ذهنيًا أكبر.
2. تخصيص أوقات خالية من الهاتف
جرب ما يعرف بـ"ساعات التخلص من السموم الرقمية"، خاصة أثناء الوجبات أو قبل النوم. هذه الفترات تساعد العقل على استعادة توازنه وتركيزه.
3. تنظيم المحتوى الذي تتابعه
توقف عن متابعة الحسابات التي تثير المقارنات أو السلبية، واستبدلها بمصادر تُعزز الإيجابية والوعي الذاتي والتعلّم المستمر.
4. استبدال التمرير بعادات مفيدة
حين تشعر برغبة في تصفح الهاتف، مارس نشاطًا بسيطًا مثل تمارين التنفس أو التمدد أو كتابة المذكرات، فذلك يساعد على تهدئة الذهن.
5. استخدام التكنولوجيا لصالحك
استعن بالتطبيقات التي تُنظم وقت الشاشة أو تُذكّرك بأخذ فترات راحة، فهي تُساهم في خلق عادات رقمية صحية.
6. تعزيز التواصل الواقعي
قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء يقلل من الحاجة للتواصل الافتراضي، ويُعيد التوازن النفسي والاجتماعي
الهواتف الذكية بلا شك أدوات مذهلة، لكنها قد تتحول إلى عبء نفسي خفي إذا لم نستخدمها بوعي.
إن وضع الحدود الرقمية، وتنظيم وقت الشاشة، والاهتمام بالعلاقات الواقعية، خطوات ضرورية لاستعادة السيطرة على صحتنا النفسية.