باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

خالد مصطفى يكتب: عندما تبني التكنولوجيا بيوتًا

تفصيلة

عندما نتحدث عن التكنولوجيا يتبادر إلى أذهاننا الهواتف الذكية والتطبيقات الرقمية، لكن الواقع أن تأثيرها تجاوز كل ذلك، ليصل إلى البيوت التي نسكنها والمجتمعات التي نبنيها، ويأتي هذا التحول في انسجامٍ تام مع رؤية الدولة الهادفة إلى توسيع نطاق توظيف التكنولوجيا وتعزيز دورها في تطوير قطاع الإسكان التعاوني. 

وتعمل الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان بجميع قيادتها وموظفيها وبالتنسيق والدعم من الجهات الشريكة على ترجمة هذه الرؤية إلى خطوات عملية تُعزز من كفاءة العمل وتواكب متطلبات التنمية المستدامة إلى تطبيق هذا المفهوم على أرض الواقع بما يدعم مسيرة التطوير والحوكمة في هذا القطاع الحيوي.

ثورة تكنولوجية بالاسكان التعاوني 

واليوم تقف منظومة الإسكان التعاوني على أعتاب ثورة حقيقية تقودها التكنولوجيا  لتنتقل من مرحلة الإدارة التقليدية إلى نموذج الإسكان الذكي التعاوني الذي يربط الإنسان بالمكان بروح جديدة.

فالمدن التعاونية  السكنية التي كانت تقوم تاريخيًا على الجهد المشترك والتكافل الاجتماعي بدأت تعيد تعريف نفسها في ضوء التحول الرقمي من خلال نظم الإدارة الإلكترونية والمنصات الرقمية فأصبح من الممكن متابعة المشروعات لحظة بلحظة ومشاركة الأعضاء وسداد المساهمات إلكترونيًا  ومتابعة نسب التنفيذ بشفافية تامة.

تجربة رقمية متكاملة

وهكذا تحولت الفكرة التعاونية من أوراق ومحاضر اجتماعات إلى تجربة رقمية متكاملة تُعزز الثقة وتُسرّع وتيرة التنمية.

لم يعد العضو في الجمعية التعاونية بحاجة إلى الانتظار لمعرفة أخبار مشروعه  فبلمسة على الهاتف يستطيع أن يرى مراحل التنفيذ  ويتابع القرارات ويشارك بصوته في صياغة المستقبل.
هذا هو جوهر التكنولوجيا في الإسكان التعاونى تمكين المواطن  وتعزيز الشفافية  وتحقيق التكامل بين الدولة  والمجتمع في إدارة الموارد والمشروعات.

مجتمعات سكنية نظيفة

بل إن التكنولوجيا امتدت أيضًا إلى مرحلة التخطيط والبناء، فباستخدام النمذجة ثلاثية الأبعاد وتقنيات البناء المستدام أصبح بالإمكان تصميم مجتمعات سكنية أكثر كفاءة وذكاءً  توفر الطاقة وتحافظ على البيئة  وتحقق في الوقت ذاته أعلى درجات الراحة والجمال.

إن دخول التكنولوجيا إلى عالم الإسكان التعاوني لا يعني مجرد تطوير أداة  بل تطوير فكر كامل قائم على المشاركة الرقمية  والمساءلة  والاستدامة.

وعندما تبني التكنولوجيا بيوتًا فهي في الحقيقة تبني مجتمعًا تعاونيًا أكثر وعيًا وعدلًا وقدرة على صنع مستقبله بيديه.

الكاتب: خالد مصطفى
مسئول البرامج و التطبيقات
بالهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان

تم نسخ الرابط