رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

هتدفع ولا ننشر؟.. فخ «الديب فيك» وجرائم الشرف «المفبركة»

خطر الديب فيك
خطر الديب فيك

تخيّل أنك تستيقظ صباحًا على صوت رسالة في هاتفك تفتحها فتجد فيديو إباحي لك، أو لشريكة حياتك، أو لابنتك. تنظر جيدًا… فتفاجأ بأن التطابق مرعب.. تفاصيل وجهك، ملامحك، طريقتك… كل شيء يبدو حقيقيًا إلى درجة أنك أنت نفسك لا تصدّق أنه مفبرك.

في لحظة واحدة تجد نفسك محاصرًا داخل دائرة فضيحة قد تمتد لأجيال.
تبدأ الأسئلة تحاصرك:
– هتشرح ماذا لأصدقائك في العمل؟
– كيف ستواجه أسرتك؟
– كسف ستقنعهم أنك لست أنت؟

ثم تأتي الرسالة الثانية:
“هتدفع ولا ننشر؟”
هنا تدرك أنك أصبحت ضحية لأخطر أدوات العصر: الـ Deepfake – الديب فيك.

من معمل الجامعة إلى ساحات الابتزاز

في عام 2014، أجرت جامعة كورنيل الأمريكية بحثًا علميًا على شبكة ذكاء اصطناعي تنتج وجوهًا وفيديوهات، تقابلها شبكة أخرى وظيفتها كشف الزيف. ومع كل محاولة كانت الشبكة “المنتِجة” تتعلم أكثر، وتطلب صورًا أدق، حتى وصلت لدرجة تطابق قريبة من الحقيقة.

ورغم خطورة النتائج، لم يلتفت العالم إليها…
إلى أن جاء فبراير 2017، التاريخ الذي يؤرَّخ كبداية عصر الديب فيك.

على منصة “ريديت”، ظهر شخص من شرق آسيا، نشر فيديوهات إباحية لمشاهير. اعترف صراحة أنها مفبركة، لكن المفاجأة أن المحللين حين اختبروها لم يستطيعوا التفريق بينها وبين الواقع.

التطابق كان مخيفًا لدرجة أن الإقرار العلمي كان:“لو ما قالش إنها مفبركة… محدش كان هيكتشف.
ضحايا… في سن 16

مأساة الديب فيك لم تتوقف عند حدود التقنية ففي كندا، ثلاث مراهقات، كل واحدة في عمر 16 سنة، تعرضن لابتزاز بفيديوهات مصنوعة بتقنية الديب فيك.
الفيديوهات لم تكن حقيقية… لكن الألم كان حقيقيًا. والنتيجة: انتحار الفتيات الثلاث.

وفي الهند، تكررت نفس القصة، ونفس النهاية المأساوية.

المذيعة الشهيرة كاثي نيومان، مذيعة القناة الرابعة في بريطانيا، قدمت تحقيقًا استقصائيًا عن خطورة الديب فيك.
بعد أسبوعين فقط… نُشر لها فيديو مفبرك يستغل صورتها.. والرسالة كانت واضحة: “لا أحد بمنأى.”

ماذا عن مصر؟

شهدت مصر بالفعل عدة وقائع ابتزاز باستخدام فيديوهات ديب فيك، منها واقعة كفر الشيخ التي تصدرت الأخبار مؤخرًا، حيث استُخدمت صور حقيقية لفتاة لتوليد فيديوهات مفبركة بهدف الابتزاز.

الصور الكثيرة والدقة العالية ليست مجرد تفاصيل…
هي وقود يصنع به المجرمون فيديوهات شبه حقيقية

كيف نحمي أنفسنا؟

اللواء أشرف عبدالعزيز أكّد في تصريحات أن مواجهة «الديب فيك» تبدأ من الوعي وعدم مشاركة صورك بجودة عالية وبأعداد كبيرة بتسهّل دمجها في فيديوهات مزيفة، والإبلاغ الفوري عند تلقي  أي تهديد أو ابتزاز.

تم نسخ الرابط