جامعة هارفارد: تدفئة القدمين بارتداء الجوارب يحسن جودة النوم أكثر من الأقراص المنومة

في كل ليلة، يحاول الكثيرون التخلص من الأرق بوسائل تقليدية إغلاق الهاتف مبكرًا، احتساء شاي الأعشاب، و يبقى النوم بعيد المنال.
لكن ما قد يفاجئك أن سر النوم العميق ليس في الأجهزة الحديثة أو الحبوب المنومة، بل في شيء بسيط للغاية: ارتداء الجوارب.
تشير أبحاث حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن تدفئة القدمين قبل النوم قد تكون أكثر فعالية من العديد من وسائل المساعدة على النوم، فارتداء جوارب نظيفة ومريحة يحفز عملية طبيعية في الجسم تساعد على النوم بسرعة أكبر والبقاء نائمًا لفترة أطول.
العلم وراء خدعة النوم بالجوارب
تؤكد الأبحاث أن تدفئة الأطراف تسهم في توسيع الأوعية الدموية وإعادة توزيع الحرارة من القلب إلى الجلد.
هذا الانخفاض في درجة حرارة الجسم يُرسل إشارة مباشرة إلى الدماغ بأن وقت النوم قد حان.
دراسة نشرت في مجلة التقارير العلمية أظهرت أن تدفئة الجلد قبل النوم تُقلل من الوقت اللازم للخلود إلى النوم، وتحسن جودة النوم بشكل عام.
وتوضح هارفارد أن الجسم يخفض حرارته الداخلية بشكل طبيعي في المساء استعدادًا للنوم، بينما يسرع ارتداء الجوارب هذه العملية من خلال تعزيز التوسع الوعائي الطرفي، أي إطلاق الحرارة المخزنة بكفاءة أكبر عبر القدمين واليدين، والنتيجة هي نوم أسرع ودورات نوم أعمق وأكثر استقرارًا، من دون أي آثار جانبية مثل تلك التي قد تُصاحب الأدوية المنومة.
كيف تطبق حيلة هارفارد للنوم؟
لتجربة هذه الطريقة البسيطة، تنصح الأبحاث باتباع الخطوات التالية:
اختيار الجوارب المناسبة: القطن، أو الخيزران، أو الصوف الخفيف، إذ تحافظ على دفء القدمين دون حبس الرطوبة.
ارتداء الجوارب قبل النوم بـ20–30 دقيقة: مما يمنح الجسم وقتًا كافيًا للاستجابة.
الحفاظ على غرفة نوم باردة: القدم الدافئة مع غرفة باردة يشكلان البيئة المثالية للنوم.
دمج الجوارب مع عادات مهدئة: مثل القراءة أو التمدد الخفيف أو خفت الإضاءة.
أفضل أنواع الجوارب للنوم
ليست كل الجوارب مناسبة، يوصي أطباء هارفارد بالجوارب المريحة غير الضيقة لتجنب إعاقة تدفق الدم، مع تجنب الأقمشة الصناعية التي قد تسبب التعرق.
كما يفضل غسل الجوارب يوميًا للحفاظ على النظافة والراحة، وفي الشتاء ينصح باستخدام الصوف متوسط السمك، بينما يعتبر القطن الخفيف خيارًا أفضل في الصيف.
نصائح إضافية لتعزيز جودة النوم
الحفاظ على جدول نوم منتظم.
تجنب الكافيين والوجبات الدسمة مساءً.
إطفاء الشاشات قبل النوم بساعة.
إبقاء الغرفة مظلمة وهادئة.
تجربة الاستحمام بماء دافئ أو نقع القدمين قبل ارتداء الجوارب.
متى يجب توخي الحذر؟
رغم أن ارتداء الجوارب آمن لمعظم الناس، إلا أن المرضى الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية أو داء السكري أو التهابات القدم عليهم الحذر.
الجوارب الضيقة أو الرطبة قد تسبب انزعاجا أو مضاعفات، كما أن الأرق المستمر، رغم هذه الطريقة، قد يشير إلى مشاكل صحية أعمق مثل انقطاع النفس النومي أو الإجهاد المزمن، وهو ما يتطلب تدخلاً طبيًا.
قد تبدو مشاكل النوم معقدة، لكن حلها قد يكون في أبسط التفاصيل، فارتداء الجوارب ليلًا، كما توصي به أبحاث جامعة هارفارد، يمثل طريقة طبيعية، غير مكلفة، وآمنة لتحسين النوم.
لذا، قبل أن تلجأ إلى الحبوب المنومة أو التصفح الطويل للهاتف، جرب ارتداء زوج من الجوارب، واترك لجسمك مهمة الانزلاق إلى نوم عميق وهادئ.