لماذا يجب على مرضى الكلى تجنب تناول جوز الهند والموز معا؟

الكلى من أعضاء الجسم الحيوية، تساعد على تصفية الفضلات والسوائل الزائدة من الدم، وتنظيم ضغط الدم، وإنتاج الهرمونات الضرورية لمختلف وظائف الجسم.
لتحسين صحة الكلى، ينصح الأطباء غالبًا باتباع نظام غذائي متوازن، يشمل أطعمة غنية بالبوتاسيوم.
ومن بين الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم الموز وجوز الهند، ولكن ماذا لو كان المريض يعاني بالفعل من أمراض الكلى؟ هل ينصح بتناول أطعمة مثل الموز وجوز الهند معًا؟
يستعرض موقع تفصيلة، أهمية تنظيم مستويات البوتاسيوم في الجسم ولماذا لا يجب علي مرضى الكلى تناول الموز والبوتاسيوم معا.
وفقا للدكتور سوبير غوش، استشاري أمراض الكلى، يعد كلا من الموز وجوز الهند من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
وأوضح قائلًا: "تحتوي الموزة متوسطة الحجم على حوالي 400-450 ملغ من البوتاسيوم، بينما يحتوي ماء جوز الهند ولحمه أيضًا على نسبة كبيرة من البوتاسيوم".
وأضاف قائلاً: "بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بكلى سليمة أو في المراحل المبكرة من مرض الكلى المزمن، فإن تناول هذه الأطعمة لا يسبب عادة أي مشكلة، ومع ذلك، في المراحل المتقدمة من مرض الكلى، تُعاني الكلى من صعوبة في تصفية البوتاسيوم الزائد بكفاءة".
ولذلك، فإن الجمع بين نوعين من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز وجوز الهند، قد يؤدي إلى ارتفاع خطير في مستويات البوتاسيوم في الدم، مما يزيد من خطر فرط بوتاسيوم الدم، أو زيادة البوتاسيوم.
كيف يؤثر الإفراط في تناول البوتاسيوم على الكلى؟
سلطت دراسة نشرت في المجلة الدولية لأمراض الكلى وأمراض الأوعية الدموية الكلوية الضوء على أن فرط بوتاسيوم الدم، أو ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم، يُشكِّل مصدر قلق متزايد، لا سيما لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن، فمع تدهور وظائف الكلى، تنخفض قدرة الجسم على إفراز البوتاسيوم، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات قلبية مهددة للحياة.
كما ترتبط هذه الحالة بتناول أدوية قد ترفع مستويات البوتاسيوم، على الرغم من فائدتها لصحة القلب والكلى.

ويضيف الدكتور غوش: "قد يؤدي فرط البوتاسيوم، أو فرط بوتاسيوم الدم، إلى أعراض مثل ضعف العضلات، والتعب، وعدم انتظام ضربات القلب، أو في الحالات الشديدة، السكتة القلبية المفاجئة. لذا، تصبح مراقبة تناول البوتاسيوم أمرًا بالغ الأهمية للأشخاص في المراحل المتقدمة من أمراض الكلى".
ماذا يحدث عندما يتناول مرضى الكلى جوز الهند والموز معًا؟
وفقًا للدكتور غوش، عندما يتناول الأشخاص في مراحل متقدمة من أمراض الكلى عدة أطعمة غنية بالبوتاسيوم معًا، مثل الموز وجوز الهند، فقد ترتفع مستويات البوتاسيوم في دمهم بسرعة.
ولأن الكلى لا تستطيع التخلص من البوتاسيوم الزائد بكفاءة، فقد يؤدي ذلك إلى فرط ضغط خطير.
هذا الضغط الزائد يسبب ضغطًا على القلب وقد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب وخفقان القلب، وفي بعض الحالات، مضاعفات قلبية تهدد الحياة."
يعتبر ماء جوز الهند، على وجه الخصوص، مشروبا صحيًا، ويستهلك بكثرة في الطقس الحار، مما يزيد من تناول البوتاسيوم دون وعي، ولأن البوتاسيوم متوفر بيولوجيًا بكثرة في هذه الأطعمة، فإن الجسم في حالات أمراض الكلى المتقدمة لا يستطيع تحمل هذا العبء، مما يزيد من خطر الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم.
علامات زيادة البوتاسيوم أو ارتفاع بوتاسيوم الدم
قد تشمل الأعراض المبكرة لفرط بوتاسيوم الدم ما يلي:
تعب
ضعف العضلات
خدر أو وخز في اليدين والقدمين
غثيان
ضربات قلب بطيئة أو غير منتظمة
انزعاج في الصدر أو خفقان
ويحذر الدكتور غوش من أنه إذا تركت هذه الأعراض دون علاج، فقد تتفاقم إلى الشلل أو حتى السكتة القلبية المفاجئة، مضيفًا أنه من المهم للأشخاص في المراحل المتقدمة من أمراض الكلى التعرف على هذه الأعراض والإبلاغ عنها مبكرًا.
البوتاسيوم ضروري للحفاظ على صحة الكلى والوقاية من أمراضها، إلا أنه ينبغي على المصابين بأمراض الكلى المتقدمة تجنب تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
ويرجع ذلك إلى صعوبة التخلص من البوتاسيوم الزائد في الجسم، مما قد يؤدي إلى فرط بوتاسيوم الدم.
وينصح الدكتور غوش بتناول التفاح والكمثرى والعنب والتوت والبطيخ باعتدال.
ويختتم قائلاً: "بالنسبة للمشروبات، قد يكون ماء الليمون أو عصير التفاح أو عصير التوت البري غير المحلى خيارات أكثر أمانًا".