رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

هل يمكن لنوبة القلق أن تشبه النوبة القلبية؟.. طبيبة قلب تشرح الفرق بينهما

النوبة القلبية
النوبة القلبية

قد يكون الشعور المفاجئ بضيق في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو تسارع ضربات القلب تجربة مخيفة تدفع كثيرين للاعتقاد فورًا بأنهم أمام نوبة قلبية. 

لكن الواقع الطبي يشير إلى أن نوبات القلق أو الهلع قد تُسبب أعراضًا متشابهة إلى حدٍّ كبير مع مشاكل القلب، وهو ما يخلق حالة من الارتباك والخوف، وقد يؤدي أحيانًا إلى تأخير طلب الرعاية الطبية.

لفهم العلاقة بين القلق وصحة القلب، ومتى يجب التعامل مع الأعراض على أنها طارئة، 

اوضحت الدكتورة ديفيا مارينا فرنانديز، استشارية قصور القلب وأخصائية أمراض القلب التداخلية  كيف يمكن للقلق أن يحاكي أعراض أمراض القلب، وما العلامات التي لا ينبغي تجاهلها.

لماذا تتشابه أعراض القلق مع مشاكل القلب؟

توضح الدكتورة فرنانديز أن نوبات القلق الشديدة تفعل في الجسم استجابة الضغط النفسي نفسها التي تحدث في حالات الخطر الحقيقي. هذا التفاعل قد يؤدي إلى أعراض جسدية تشمل:

ألمًا أو ضيقًا مفاجئًا في الصدر

تسارعًا أو عدم انتظام في ضربات القلب

ضيقًا في التنفس

دوارًا، تعرّقًا، ارتعاشًا، أو غثيانًا

شعورًا بالهلاك الوشيك

خدرًا أو تنميلًا في الذراعين أو الفك أو الرقبة

وتشير إلى فرق مهم: أعراض الهلع غالبًا ما تبلغ ذروتها خلال دقائق وقد تحدث أثناء الراحة أو التوتر العاطفي، في حين أن ألم القلب الحقيقي غالبًا ما يرتبط بالمجهود البدني ويتفاقم تدريجيًا.

متى يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ؟

تؤكد الطبيبة أن القاعدة الذهبية هي: إذا وُجد أي شك، فاطلب المساعدة الطبية فورًا. ويصبح التدخل العاجل ضروريًا إذا:

استمر ألم الصدر لأكثر من بضع دقائق

امتد الألم إلى الذراع أو الفك أو الظهر

ترافق مع إغماء أو ضيق شديد في التنفس.

وتشدد على عدم تجاهل الأعراض لدى من تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، أو المصابين بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو المدخنين، أو من لديهم تاريخ مرضي قلبي، مؤكدة أن «التعامل مع الأعراض على أنها قلبية هو الخيار الأكثر أمانًا حتى يثبت العكس».

كيف يؤثر القلق على القلب؟

تشرح الدكتورة فرنانديز أن القلق ينشّط استجابة «الكرّ والفرّ» التي تتحكم بها هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول. 

هذه الهرمونات:

ترفع معدل ضربات القلب وضغط الدم

تشد عضلات الصدر

تسرّع التنفس.

وعند حدوث ذلك دون خطر جسدي حقيقي، قد يؤدي التنفس السريع إلى انخفاض ثاني أكسيد الكربون، ما يسبب دوارًا وانزعاجًا في الصدر، بينما يخلق توتر العضلات ألمًا يشبه ألم القلب.

هل يزيد القلق من سوء أمراض القلب؟

بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض قلبية، يمكن للقلق غير المعالج أن يبطئ التعافي ويزيد العبء على القلب مع مرور الوقت. فالتوتر المزمن يرفع هرمونات الضغط، ويزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وقد يؤثر سلبًا في الالتزام بالأدوية وتغييرات نمط الحياة.

في المقابل، تشير الطبيبة إلى أن معالجة القلق تُحسن جودة الحياة، وتدعم برامج إعادة التأهيل القلبي، وتقلل خطر تكرار النوبات.

علاجات تخفف القلق وتدعم صحة القلب

تشمل الخيارات العلاجية:

العلاج السلوكي المعرفي لتنظيم استجابات التوتر

الأدوية عند الحاجة وتحت إشراف طبي

تغييرات نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، واليوغا، والتأمل، والنوم الكافي

تقليل التدخين والكافيين والكحول.

ماذا تفعل أثناء نوبة القلق؟

تنصح الدكتورة فرنانديز بأن يبدأ التعامل دائمًا بتقييم طبي لاستبعاد أي مشكلة قلبية. وبعد التأكد من سلامة القلب، تساعد تقنيات التنفس البطيء، والطمأنة، والتأمل على تهدئة الجهاز العصبي سريعًا. 

وعلى المدى الطويل، يُعد الجمع بين الدعم النفسي والمتابعة الطبية أفضل وسيلة لمنع تكرار النوبات.

وتدعم هذه الرؤية نتائج دراسة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، والتي أشارت إلى ارتباط اضطرابات القلق بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، ما يؤكد أهمية التدخل النفسي المبكر بالتوازي مع الرعاية القلبية.

تم نسخ الرابط