رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

هل تنسى الأشياء دائمًا؟.. قد يكون السبب الاضطراب الدماغي الخطير

تفصيلة

التهاب الدماغ المناعي الذاتي هو حالة دماغية نادرة، غالبًا ما يخلط بينها وبين الإجهاد أو التعب أو الخرف.

ويحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الدماغ السليمة، مسببًا التهابًا يؤثر على الذاكرة والتفكير واللغة والسلوك. 

تتطور الأعراض تدريجيًا، وقد تشمل الارتباك أو النوبات أو الذهان.

و يحسّن التشخيص والعلاج المبكران النتائج بشكل ملحوظ.

ما هو التهاب الدماغ المناعي الذاتي؟

و التهاب الدماغ المناعي الذاتي يعرف بأنه اضطراب نادر يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الدماغ بشكل خاطئ، مسببًا التهابات تؤثر مباشرة على الوظائف العصبية والمعرفية. 

ويؤكد الأطباء أن الإصابة قد تظهر بشكل مفاجئ، حتى لدى أشخاص في مرحلة منتصف العمر، ولا تقتصر على كبار السن أو من يقتربون من مراحل الخرف. وفي حين قد تُحفّزه عدوى فيروسية أحيانًا، يبقى السبب الدقيق غير معروف في العديد من الحالات.

ورغم ندرته إذ يسجَّل سنويًا لدى نحو 14 شخصًا من كل 100 ألف إلا أن ارتفاع الوعي الطبي وتحسن وسائل التشخيص كشفا أنه أكثر انتشارًا مما كان يُعتقد سابقًا.

ويعتقد الأطباء  أن هذا المرض ينشأ عندما ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تستهدف بروتينات محددة على سطح الخلايا العصبية أو داخلها، مما يعطّل وظيفتها الطبيعية ويؤدي إلى حدوث الالتهاب.

 ومثل العديد من أمراض المناعة الذاتية، لا يزال سبب بدء الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا سليمة أمرًا غير مفهوم بالكامل. 

وفي بعض الحالات، يرتبط الخلل المناعي بوجود أورام، فيما تعزى حالات أخرى لعدوى فيروسية مثل فيروس الهربس البسيط، لكن الغالبية تبقى بلا محفز واضح.

كيف يؤثر التهاب الدماغ المناعي الذاتي على الدماغ؟


يؤدي الالتهاب الناتج عن المرض إلى تعطيل الوظائف الدماغية الطبيعية، مؤثرًا في التفكير والذاكرة ومعالجة المعلومات. 

وغالبًا ما يبدأ الالتهاب في الجهاز الحوفي، وهو المسؤول عن تنظيم المشاعر وتخزين الذكريات، ثم يمتد تدريجيًا عبر الشبكات العصبية ليؤثر في الانتباه واللغة والتفكير التنفيذي.

الأعراض والعلامات التحذيرية

تتفاوت أعراض التهاب الدماغ المناعي الذاتي بين المرضى، نظرًا لتعدد أنواعه، وعادة ما تتطور خلال أسابيع أو شهور. وتشمل أكثر العلامات شيوعًا:

تدهور تدريجي في التفكير والقدرات الإدراكية

مشاكل في الذاكرة

ارتباك وتشوش

نوبات مقاومة للعلاج

حركات غير طبيعية ومتكررة للفم والوجه

صعوبات في استخدام اللغة

اضطرابات في التوازن والتنسيق

أعراض ذهانية تشمل الهلاوس والأوهام وجنون العظمة


ويحذر الأطباء من أن المضاعفات قد تشمل:

ضعف إدراكي دائم

نوبات طويلة الأمد

غيبوبة

وفي بعض الحالات: الوفاة

هل يمكن علاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي؟

تختلف الاستجابة العلاجية بشكل كبير بين المرضى.

 فبينما يتحسن البعض سريعًا خلال أيام من بدء العلاج، يحتاج آخرون إلى أسابيع أو حتى أشهر للوصول إلى استجابة واضحة.

ويتركز العلاج على تثبيط المناعة والتحكم في الالتهاب، إلى جانب إزالة أي ورم محتمل يرتبط بالحالة. وتشمل خيارات العلاج الأولى:

الكورتيكوستيرويدات لخفض الالتهاب

الغلوبولينات المناعية الوريدية (IVIG)

فصادة البلازما لإزالة الأجسام المضادة من الدم
وإذا كان لدى المريض ورم، فقد يُوصى بإزالته جراحيًا مع اتباع العلاج الكيميائي، ما قد يسرّع تحسن الأعراض.

 ومع ذلك، قد يحتاج المصاب إلى أدوية إضافية للتعامل مع الأعراض المصاحبة أو المستمرة، تبعًا لكل حالة على حدة.

تم نسخ الرابط