رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

دراسة حديثة.. اضطراب نوم شائع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون

اضطراب النوم
اضطراب النوم

تفتح دراسة طبية واسعة النطاق بابًا جديدًا لفهم العلاقة بين اضطرابات النوم وصحة الدماغ، بعدما كشفت أبحاث حديثة عن ارتباط لافت بين انقطاع النفس الانسدادي النومي وارتفاع احتمالات الإصابة بمرض باركنسون في مراحل لاحقة من العمر، خصوصًا عند إهمال العلاج.

الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA Neurology ، اعتمدت على تحليل أكثر من 11 مليون سجل طبي لقدامى المحاربين في الولايات المتحدة على مدى عشرين عامًا. 

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي غير المعالج كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنحو الضعف مقارنةً بغير المصابين بهذا الاضطراب.

ومع ذلك، حملت النتائج جانبا مشجعًا؛ إذ بينت البيانات أن المرضى الذين بادروا إلى استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) خلال العامين الأولين من تشخيص الحالة، انخفض لديهم خطر الإصابة بمرض باركنسون بشكل كبير. 

وتؤكد هذه المعطيات أن العلاج المبكر لاضطرابات النوم لا ينعكس فقط على جودة النوم، بل قد يؤدي دورًا وقائيًا لصحة الدماغ على المدى الطويل.

ورغم قوة الارتباط بين الحالتين، يشدد الباحثون على أن الدراسة لا تُثبت سببية مباشرة، لكنها تقدّم أدلة كافية لدفع الأطباء إلى التعامل بجدية مع أعراض اضطرابات النوم، خاصةً تلك التي غالبًا ما يجري تجاهلها مثل:

الشخير المرتفع

اللهاث أو الاختناق أثناء النوم

الاستيقاظ المتكرر ليلًا

الشعور بعدم الراحة أو سوء جودة النوم.


ما هو مرض باركنسون؟

باركنسون هو اضطراب عصبي تقدمي يصيب منطقة في الدماغ مسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين، وهي ناقل كيميائي أساسي لضبط الحركة.

 ويظهر المرض تدريجيًا عبر مجموعة من الأعراض تشمل:

الارتعاش

تيبس العضلات

بطء الحركة

مشكلات التوازن


ومع تقدم المرض، قد تتطور الأعراض لتشمل اضطرابات معرفية أو تغيرات في الكلام والسلوك.

لماذا  يرتبط انقطاع النفس النومي بزيادة خطر الإصابة باركنسون؟

يشير الباحثون إلى عاملين رئيسيين قد يفسّران هذا الارتباط:

1. نقص الأكسجين المتكرر
خلال نوبات انقطاع التنفس، يتعرض الدماغ لانخفاضات متكررة في مستويات الأكسجين، ما قد يُحدث على المدى الطويل تلفًا في بعض الخلايا العصبية الحساسة.

2. اضطراب عملية تنظيف الدماغ أثناء النوم


في مرحلة النوم العميق، يعمل الجهاز اللمفاوي الدماغي على إزالة السموم والفضلات. 

لكن الاستيقاظ المتكرر الناتج عن انقطاع النفس النومي يعرقل هذه العملية، مما قد يسمح بتراكم بروتينات ضارة يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور أمراض تنكسية مثل باركنسون.

وبينما لا تزال الحاجة قائمة للمزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بشكل أوضح، تعزز هذه النتائج أهمية التعامل الجدي مع اضطرابات النوم، ليس فقط لتحسين جودة الحياة، بل ربما أيضًا لحماية الدماغ من أمراض تنكسية خطيرة.

تم نسخ الرابط