رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

دمشق تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة حرب بعد قصف بيت جن وسقوط 13 قتيلاً

قصف بيت جن
قصف بيت جن

تشهد الحدود الجنوبية لسوريا توتراً غير مسبوق بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدة بيت جن وأسفر عن سقوط 13 قتيلاً، وسط تنديد رسمي شديد اللهجة من دمشق التي وصفت الهجوم بأنه "جريمة حرب مكتملة الأركان".

تتواصل تداعيات العملية العسكرية التي رافقها توغل بري إسرائيلي، فيما تتزايد المخاوف الإنسانية مع حركة نزوح للأهالي وتعذر وصول فرق الإنقاذ نتيجة استمرار الاستهداف الإسرائيلي.

دمشق تدين وتصف الهجوم بالجريمة

أطلقت وزارة الخارجية السورية موقفاً حاداً في بيان رسمي، مؤكدة أن "الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات الاعتداء الإجرامي" الذي نفذته دورية تابعة لجيش الاحتلال داخل أراضيها. 

اعتبرت الوزارة أن استهداف بلدة بيت جن بقصف وحشي ومتعمد يشكل جريمة حرب واضحة، لا سيما بعد الإعلان عن حصيلة جديدة تضم 13 قتيلاً.

شهدت البلدة الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي سقوط قتلى وإصابات عديدة إثر الغارة التي تزامنت مع توغل عسكري إسرائيلي، ما أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط السورية.

تفاصيل القصف والاشتباكات

كشف تلفزيون سوريا أن مروحيات إسرائيلية ومدفعية الجيش شاركت في قصف بيت جن، الواقعة على سفوح جبل الشيخ، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة عدد من المدنيين.

أوضح أن القصف جاء بعد اشتباكات اندلعت بين الأهالي ودورية إسرائيلية توغلت داخل البلدة واعتقلت ثلاثة شبان قبل الانسحاب نحو تلة باط الوردة على أطراف المنطقة.

تشهد البلدة في أعقاب الهجوم حالة نزوح باتجاه القرى المجاورة، وسط خشية من تجدّد الاستهداف الإسرائيلي الذي يترك آثاراً مدمرة على البيوت والطرق ويفاقم أزمة السكان.

إسرائيل تعلن اعتقال مطلوبين وتكشف أهداف العملية

أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه أن قوات من لواء الاحتياط 55، تحت قيادة الفرقة 210، نفذت عملية خلال الليل داخل بيت جن لاعتقال مطلوبين يشتبه بتورطهم في مخططات ضد مواطني إسرائيل. 

أوضح أن العناصر التي اعتُقلت يشتبه بانتمائها إلى تنظيم الجماعة الإسلامية، مشيراً إلى أن العملية اعتمدت على معلومات استخباراتية وصلت خلال الأسابيع الماضية.

قال الجيش إن قواته تعرضت لإطلاق نار خلال تنفيذ العملية، ما دفعها إلى الرد بإسناد جوي كثيف، وأسفر ذلك عن إصابة ضابطين ومقاتل احتياط بجروح خطيرة، وآخر بجروح متوسطة، إضافة إلى إصابات طفيفة لعنصرين آخرين.

أكد الجيش أن العملية انتهت باعتقال جميع المطلوبين والقضاء على عدد من المسلحين، مشدداً على استمرار التحرك ضد أي تهديد قادم من الأراضي السورية.

ضربات متواصلة وتصاعد التوتر

تشهد سوريا منذ بداية عام 2025 سلسلة ضربات جوية إسرائيلية طالت مناطق قرب دمشق وجنوب البلاد، ضمن ما تقول إسرائيل إنه تحرك وقائي لمنع تهديدات تستهدف حدودها ولحماية الطائفة الدرزية في المناطق المحاذية.

تشير دمشق في المقابل إلى أن هذه الهجمات تستهدف مواقع عسكرية وتؤدي إلى سقوط قتلى من الجيش وقوات محلية.

تؤكد الوقائع الميدانية أن الضربات باتت أكثر اتساعاً، مع دخول مناطق مدنية في دائرة النار، ما يثير مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا وتصاعد موجات النزوح.

تعثر عمل فرق الإنقاذ وسط استمرار الاستهداف

أعلن الدفاع المدني السوري أن فرقه، حتى الساعة 9:30 من صباح الجمعة، ما تزال موجودة في مزرعة بيت جن دون تمكنها من دخول البلدة بسبب مخاطر مخلفات الحرب واستمرار التهديدات الجوية. 

تواجه فرق الإسعاف صعوبات كبيرة في تأمين الطرق وإجلاء المصابين، فيما يواصل الاحتلال استهداف أي حركة على مداخل البلدة، ما يهدد حياة المدنيين ويعطل عمل المنظمات الإنسانية.

تم نسخ الرابط