جحيم هونج كونج: فيديو يكشف لحظات الصراخ والهروب داخل أكبر كارثة سكنية في تاريخ المدينة
تتواصل الصدمة في هونج كونج عقب الحريق الكارثي الذي التهم مجمعاً سكنياً ضخماً يضم ثمانية أبراج، مخلفاً عشرات القتلى ومئات المفقودين، فيما تتكشف يوماً بعد يوم تفاصيل جديدة تُظهر حجم المأساة.

يقدّم مقطع فيديو حديث انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي صورة مرعبة من قلب النيران، موثقاً الجهود البطولية لفرق الإنقاذ وهي تكافح وسط اللهب والدخان لإنقاذ السكان المحاصرين.
مشاهد مروعة من داخل المبنى المشتعل
يرصد الفيديو الجديد لحظات الفزع داخل أحد الطوابق التي طالتها النيران، حيث يظهر عناصر الإطفاء وهم يشقون طريقهم عبر سحب كثيفة من الدخان الأسود.
تكشف اللقطات ظروفاً شديدة القسوة تحيط برجال الإنقاذ الذين يواجهون حرارة هائلة ولهباً متسارعاً يفتك بالطوابق واحداً تلو الآخر.
تظهر المشاهد رجال الإطفاء وهم يتحركون بحذر وسط أروقة ضيقة ملتهبة، في محاولة للوصول إلى السكان العالقين، بينما تتصاعد أصوات أجهزة التحذير وصدى الانفجارات الصغيرة الناتجة عن انهيار أجزاء داخلية محترقة.

عمليات إنقاذ ضخمة يشارك فيها أكثر من 1200 عنصر
أطلقت السلطات في هونج كونج أكبر عملية إنقاذ منذ سنوات، حيث شارك أكثر من 1200 عنصر من فرق الإطفاء والطوارئ في محاولات السيطرة على الحريق وإنقاذ السكان.
أكد نائب مدير هيئة الإطفاء، ديريك أرمسترونج تشان، أن العملية واجهت تحديات غير مسبوقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتعذر الوصول إلى عدد من الطوابق التي حاصرتها النيران بالكامل.

أشار تشان إلى أن فرق الإنقاذ عملت في ظروف وصفها بـ"القاتلة"، مع استمرار انهيار أجزاء من المبنى وتمدّد الحريق بشكل يصعب توقعه، ما دفع الفرق إلى تغيير تكتيكاتها مراراً خلال الساعات الأولى.
كارثة كبرى: 128 قتيلاً وأكثر من 200 مفقود
أسفر حريق هونج كونج عن مقتل 128 شخصاً على الأقل، بينما لا يزال أكثر من 200 شخص في عداد المفقودين، وفق حصيلة رسمية أولية.
يعتبر هذا الحريق من أسوأ الكوارث التي شهدتها هونج كونج على الإطلاق، سواء من حيث عدد الضحايا أو مستوى الدمار الذي طال الأبراج السكنية.

اجتاحت النيران سبعة من الأبراج الثمانية في المجمع الذي افتتح عام 1983، ويضم 1984 شقة يقطنها آلاف السكان.
تكشف الصور والبيانات الرسمية حجم الخراب الذي خلّفته النيران، حيث دُمرت عشرات الشقق بالكامل وتعرضت البنية الداخلية للانهيار.
أعمال تجديد وسقالات خيزران ساهمت في تفاقم الكارثة
تشير التحقيقات الأولية إلى أن أعمال التجديد التي كانت تُجرى في المجمع لعبت دوراً مهماً في تمدد الحريق.

ويرجح الخبراء أن سقالات من الخيزران إضافة إلى مواد صناعية قابلة للاشتعال ساهمت في توسع النيران بسرعة غير مسبوقة.
تؤكد المعطيات أن هذه المواد وفرت "مساراً سريعاً" للنار للوصول بين الطوابق، ما حد من قدرة فرق الإطفاء على تطويق اللهب في مراحله الأولى.
توقيفات جديدة وشبهات بالإهمال الجسيم
أعلنت الشرطة توقيف ثلاثة أشخاص يعملون ضمن فريق الصيانة بعد العثور على مواد قابلة للاشتعال كانت مخزنة بطريقة غير آمنة.
رجحت التحقيقات أن "إهمالاً كبيراً" وقع أثناء أعمال الصيانة، ما ساعد على انتشار الحريق فور اندلاعه.

تشير الشرطة إلى أن التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤوليات كاملة، فيما يواجه الموقوفون تهماً قد تصل عقوبتها إلى السجن لفترات طويلة إذا ثبت تورطهم المباشر في تسبب كارثة هونج كونج.

