تجميد قيصر لا يكفي… محلل سوري يحذر من مخاطر استثمارية في سوريا وتصريحات لـ"تفصيلة" تكشف الصورة الكاملة
يعود ملف العقوبات الأمريكية على سوريا إلى الواجهة بعد القرار الأمريكي بتجميد جزء من قانون قيصر لمدة محدودة.
خطوة بدت في ظاهرها انفراجة اقتصادية، لكنها وفق تقييمات خبراء ليست كافية لفتح الباب أمام استثمارات حقيقية أو تدفق رؤوس الأموال الأجنبية.
المحلل السياسي السوري وائل الأمين قدم في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة قراءة واقعية للمشهد، محذراً من أن أي خطوة اقتصادية لا يمكن أن تنجح ما دام القانون قابلاً للتفعيل في أي لحظة.
تجميد قيصر خطوة غير كافية لضمان الأمان الاستثماري
يؤكد الأمين أن تجميد جزء من قانون قيصر لا يشكّل بوابة آمنة للشركات الغربية أو الإقليمية الراغبة في دخول السوق السورية.
يرى أن الشكوك المتعلقة بعودة القانون مجدداً تجعل المستثمرين في حالة قلق دائم، لأن أي مشروع يُطلق اليوم قد يصبح هدفاً للعقوبات غداً.
يشير إلى أن رأس المال بطبيعته «جبان»، ليس بالمعنى السلبي، وإنما بمعنى حِرصه الشديد على حماية نفسه من المخاطرة. لذلك، وفق الأمين، تظل الشركات ورجال الأعمال في حالة مراقبة دقيقة لأي تغيير قانوني قد يؤثر على استثماراتهم.
البيئة الاستثمارية تتحرك ولكن بحذر
يضيف الأمين أن تجميد قانون قيصر يمنح دفعة معنوية للسوق السورية، لكنه لا يخلق بيئة مستقرة بما يكفي لجذب استثمارات ضخمة.
يوضح أن رجال الأعمال يضعون احتمال إعادة تفعيل العقوبات في أي لحظة نصب أعينهم، ما يجعلهم يفضلون الاستطلاع قبل اتخاذ قرار نهائي بالدخول إلى السوق.
قانون الاستثمار الجديد عامل جذب مهم
يشير الأمين في تصريحاته، إلى أن قانون الاستثمار السوري الجديد حظي باهتمام دولي واسع.
يوضح أن دولاً كالسعودية وقطر وتركيا والإمارات اطلعت على القانون، ووصفته بأنه من أفضل قوانين الاستثمار في المنطقة وربما في العالم من حيث التسهيلات والحوافز.
يؤكد أن هذا التقييم الإيجابي يمنح سوريا فرصة لجذب رأس المال العربي والأجنبي، لكن نجاح ذلك يظل مرهوناً بإلغاء العقوبات بشكل كامل وليس تجميدها فقط.
العقوبات على بشار الأسد تأثير سياسي لا اقتصادي
ينتقل الأمين إلى ملف العقوبات الشخصية على بشار الأسد، مؤكداً أن «الإنصاف يقتضي الاعتراف بأنه ارتكب جرائم بحق السوريين، ولا خلاف على ذلك».
يرى أن استمرار العقوبات عليه قد يحمل بعداً أخلاقياً وعدالياً، لكنه عملياً لا يغير شيئاً في واقع السوريين.
يشير إلى أن الأسد يعيش داخل روسيا، ودولة مثل روسيا تتعرض لعقوبات أكبر بكثير من تلك المفروضة عليه شخصياً، ما يجعل تأثير العقوبات محدوداً.
الشعب يريد مستقبلاً اقتصادياً لا صراعاً سياسياً
يقول الأمين إن الشعب السوري يتطلع اليوم إلى المستقبل ولا يعيش في سياق الماضي.
يرى أن إزالة العقوبات الأمريكية عن سوريا بالكامل هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإطلاق عملية إعادة الإعمار بصورة شاملة.
يشدد على أن استمرار العقوبات الشخصية على الأسد يكاد يكون شأناً رمزياً مرتبطاً بالعدالة الدولية، وليس قضية تؤثر في حياة السوريين اليومية.



