دخول الشرع من المدخل الخلفي يثير الأسئلة وتصريحات حصرية لـ"تفصيلة" تشرح الأسباب الحقيقية
تشهد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للبيت الأبيض زخماً واسعاً، ليس فقط لأنها الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى المقر الرئاسي الأمريكي، بل لأن طريقة دخول الشرع من المدخل الخلفي أثارت موجة من التساؤلات حول دلالاتها السياسية والأمنية.
المحلل السوري وائل الأمين قدّم في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة قراءة تفصيلية تكشف خلفيات الخطوة وتربطها بملفات حساسة تتعلق بالتحالفات الأمنية، والعقوبات الأمريكية، ومستقبل الاقتصاد السوري.
مدخل خلفي يفتح باب التأويلات
يشرح الأمين أن دخول الشرع من المدخل الثانوي لم يكن خطوة عشوائية، يؤكد أن السبب الأول يرتبط بطبيعة الاجتماعات التي جرت داخل البيت الأبيض، والتي وصفها بأنها لقاءات أمنية وعسكرية دقيقة تتعلق بانضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش المصنف إرهابياً في الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا ومصر ودول أخرى.
كما أضاف المحلل السوري، أن الملفات الأمنية الحساسة عادة تُدار بعيداً عن عدسات الإعلام، ما يجعل اختيار المدخل الخلفي أمراً منسجماً مع طبيعة اللقاءات.
إجراءات ما بعد رفع العقوبات
يشير الأمين في تصريحاته لـ"تفصيلة" إلى سبب آخر محتمل، وهو إجراءات البروتوكول الخاصة برفع اسم الرئيس الشرع مؤخراً من قوائم العقوبات الأمريكية.
يرى أن هذا الرفع استدعى مراجعات إجرائية داخل المؤسسات الأمريكية، وربما كان أحد العوامل التي دفعت لوصول الشرع من المدخل الخلفي.
لكن الأمين يعود ليؤكد أنه لا يرجّح نظرية الهروب من الإعلام، لأن وجود كاميرات العالم كلها كان متوقعاً في هذه اللحظة التاريخية.
يشير إلى أن الرئيس الشرع لا يشكل أي إزعاج إعلامي، لكن دخول الزمن والبروتوكول الأمني لعبا الدور الأكبر.
رسالة خفية: تجنب الضجيج الإعلامي
يلفت الأمين إلى أن اختيار المسار الخلفي يحمل في جوهره رسالة واضحة: تجنب الزخم الإعلامي المبالغ فيه في لحظة يريد الطرفان التركيز فيها على مضمون اللقاء لا شكله.
يرى أن واشنطن ودمشق رغبتا في تخفيض مستوى الظهور أمام الصحافة خلال الدخول، مقابل رفع مستوى الاهتمام بالنتائج السياسية.
تعليق العقوبات وتأثيره على مستقبل الاستثمار
ينتقل الأمين إلى ملف العقوبات، مؤكداً أن تعليق العمل بقانون قيصر لمدة 180 يوماً هو خطوة أولية فقط، وليست رفعاً كاملاً للعقوبات.
يشير إلى أن الكونجرس الأمريكي سيجتمع خلال أيام لاعتماد التعليق بشكل رسمي، وأن هذه الخطوة تمثل بداية مسار طويل نحو الإلغاء الكامل.
يؤكد أن تعليق العقوبات سيفتح الباب أمام استثمارات كبرى في مجالات الطاقة، والكهرباء، والنفط، والغاز، وهي ملفات حيوية للشعب السوري الذي يعاني من تدهور الخدمات الأساسية.
مطالب أمريكية ترافق تخفيف العقوبات
يكشف الأمين لـ"تفصيلة" أن بعض الأطراف داخل الولايات المتحدة تربط رفع العقوبات بشروط سياسية تشمل الحريات، حقوق الأقليات، الاندماج مع قسد، وملف السلام مع إسرائيل.
يرى أن هذه المطالب ظهرت سابقاً على الطاولة، لكن مسار تعليق العقوبات قد يفتح الباب مستقبلاً لرفعها بالكامل.
خلاصة المرحلة: الشعب أمام فرصة اقتصادية حاسمة
يختتم الأمين بالتأكيد على أن الشعب السوري لن ينعم بحرية اقتصادية حقيقية إلا برفع العقوبات بشكل كامل، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل ضرورة ملحة لإعادة بناء سوريا وفتح الأبواب أمام الاستقرار الاقتصادي.



