باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

صحة الدماغ تبدأ من الرئة.. الإقلاع عن التدخين يؤخر الشيخوخة الذهنية

الإقلاع عن التدخين
الإقلاع عن التدخين

كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة ذا لانسيت (The Lancet)، أن الإقلاع عن التدخين في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر  أو حتى في مراحل لاحقة من الحياة  يسهم في إبطاء فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي، ويُحسن وظائف الدماغ بشكل ملموس.

وأوضحت الدراسة أن الفوائد لا تقتصر على من لم يدخنوا مطلقا، بل تمتد أيضًا إلى أولئك الذين أقلعوا عن التدخين بعد سنوات طويلة من الممارسة، إذ لاحظوا تحسنًا واضحًا في صحة الدماغ وأدائه الإدراكي مع مرور الوقت.

تفاصيل الدراسة

اعتمد الباحثون على بيانات طويلة الأمد شملت بالغين من 12 دولة مختلفة، بهدف دراسة العلاقة بين التدخين وتدهور القدرات المعرفية مع التقدم في العمر.

وقسم المشاركون إلى أربع مجموعات رئيسية:

1. أشخاص لم يدخنوا أبدًا.

2. المدخنون الحاليون.

3. من أقلعوا عن التدخين في منتصف العمر (الأربعينيات أو الخمسينيات).

4. من توقفوا عن التدخين في مراحل لاحقة من الحياة.

وخلال سنوات المتابعة، راقب العلماء التغيرات في الذاكرة، والقدرة على التفكير المنطقي، وسرعة المعالجة الذهنية، والمهارات اللفظية.

نتائج البحث

أظهرت النتائج أن الإقلاع عن التدخين، في أي مرحلة عمرية، يُبطئ من شيخوخة الدماغ ويُساهم في الحفاظ على القدرات العقلية.

من توقفوا عن التدخين في منتصف العمر حققوا أفضل النتائج مقارنةً بالمدخنين مدى الحياة، إذ تمتعوا بصحة دماغية أفضل في السنوات اللاحقة.

حتى من أقلعوا في الستينيات أو السبعينيات من العمر لاحظوا تحسنًا في الذاكرة والتركيز ومهارات التفكير.

في المقابل، المدخنون الدائمون أظهروا تدهورًا أسرع في القدرات المعرفية، بينما حافظ غير المدخنين تمامًا على أفضل أداء إدراكي، مما يؤكد أن الوقاية هي الخيار الأمثل، لكن الإقلاع في أي وقت يظل مفيدًا للغاية.

لماذا الإقلاع عن التدخين مفيد لصحة الدماغ؟

أكد الباحثون أن التوقف عن التدخين في أي مرحلة من مراحل البلوغ يمكن أن يعود بالنفع على الدماغ بعدة طرق، منها:

حماية الذاكرة والتركيز.

تقليل خطر الإصابة بـ الخرف وأمراض الدماغ التنكسية على المدى الطويل.

الحفاظ على سرعة المعالجة الذهنية والقدرة على اتخاذ القرار.

تعزيز الأداء الإدراكي العام مع التقدم في السن.

ويرجع ذلك إلى تحسّن تدفق الدم إلى الدماغ بعد التوقف عن التدخين، وانخفاض مستويات السموم التي تضعف الخلايا العصبية وتسرع تلفها.

خطوات عملية للإقلاع عن التدخين

على الرغم من أن الإقلاع عن التدخين قد يبدو صعبًا، خاصة بعد سنوات من الاعتماد عليه، فإن اتباع خطوات عملية مدروسة يُمكن أن يجعل الأمر ممكنًا وفعّالًا.

1. تحديد موعد واضح للإقلاع.
اختر يومًا محددًا، واستعد نفسيًا وجسديًا، وأخبر المقربين منك لتلقي الدعم والتشجيع.

2. استخدام بدائل النيكوتين (NRT).
مثل اللصقات، أو العلكة، أو الأقراص، أو بخاخ الأنف، والتي تُساعد على تخفيف أعراض الانسحاب وتقليل الرغبة في التدخين.

3. اللجوء إلى الأدوية الموصوفة طبيًا.
قد يُوصي الأطباء بأدوية مثل فارينيكلين أو بوبروبيون للمساعدة في كبح الرغبة وتحسين فرص النجاح في الإقلاع.

4. تجنب المحفزات.
ابتعد عن المواقف التي تدفعك للتدخين، مثل التوتر، أو فترات الاستراحة بعد الطعام، أو تناول القهوة، واستبدلها بعادات أكثر صحة.

5. تبني بدائل صحية.

مارس الرياضة، أو اشرب الماء بانتظام، أو امضغ علكة خالية من السكر، أو قم بتمارين التنفس العميق للمساعدة في السيطرة على الرغبة.

تؤكد نتائج الدراسة أن الإقلاع عن التدخين ليس متأخرًا أبدًا، فحتى من يتخذ القرار في سن متقدمة يمكن أن يلاحظ تحسنًا ملموسًا في ذاكرته وقدرته على التفكير.

ورغم أن عدم التدخين منذ البداية يظل الخيار الأكثر أمانًا لصحة الدماغ، إلا أن التوقف عنه في أي مرحلة عمرية يبقى خطوة جوهرية نحو حياة أطول وذهن أكثر صفاءً.

تم نسخ الرابط