السماء تشتعل فوق أم درمان.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم جديد بالطائرات المسيّرة

اشتعلت سماء أم درمان مجددًا مع تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
المضادات الأرضية فتحت نيرانها بكثافة صباح اليوم الأربعاء بعد رصد طائرات مسيّرة تحلق في أجواء المدينة، في أحدث حلقة من مسلسل الحرب المستمرة منذ عام ونصف.
أصوات الانفجارات دوّت في أحياء متعددة من العاصمة، فيما غطى الدخان سماء المنطقة، وسط قلق متزايد بين السكان الذين يعيشون على وقع المعارك اليومية.
انفجارات عنيفة وغموض يلف الخسائر في أم درمان
أكدت وسائل الإعلام أن دوي انفجارات متتالية سُمع في أنحاء أم درمان، مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة فوق المدينة.
حتى الآن، لم تصدر بيانات رسمية حول الخسائر البشرية أو المادية، لكن شهود العيان تحدثوا عن سقوط شظايا في مناطق مأهولة بالسكان.
الهجوم الأخير أعاد مشهد الحرب المفتوحة إلى الواجهة، بعد أيام فقط من اشتباكات عنيفة في ولايات أخرى، ما يعكس فشل محاولات التهدئة الميدانية.
حرب طويلة أنهكت السودان
منذ أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أعنف الحروب في تاريخه الحديث بين الجيش وقوات الدعم السريع.
الأمم المتحدة تؤكد مقتل أكثر من 20 ألف شخص، بينما تشير دراسات جامعية أمريكية إلى أن العدد الحقيقي قد يتجاوز 130 ألف قتيل.
الحرب دفعت أكثر من 15 مليون سوداني إلى النزوح، فيما يعيش الملايين تحت وطأة الجوع والمرض وانهيار الخدمات.
بلاد مقسمة ونفوذ متنازع عليه
الواقع الميداني في السودان بات منقسمًا بوضوح:
الجيش يسيطر على الشمال والشرق، بينما تبسط قوات الدعم السريع نفوذها على معظم إقليم دارفور غربًا وأجزاء من الجنوب.
هذا التقسيم فرض واقعًا جديدًا على الأرض، وزاد من مخاوف المجتمع الدولي من تفكك الدولة بشكل كامل.
إنذار أممي وأمل غائب
المنظمات الدولية تطلق تحذيرات متكررة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، مع استمرار القتال وغياب المساعدات.
شبح المجاعة يهدد ملايين الأطفال والنساء، فيما تعجز المستشفيات عن استقبال الجرحى وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات.
حرب بلا نهاية تشتعل في السماء والأرض
الهجوم الجديد في أم درمان يؤكد أن الحرب في السودان لا تزال مشتعلة، وأن الحل السياسي ما زال بعيدًا.
السماء تضج بالمسيّرات، والأرض تغرق في الدمار، فيما يقف الشعب السوداني وحده في مواجهة المأساة الأكبر في تاريخه الحديث.