اغتيال يهز بغداد.. مقتل مرشح تحالف السيادة صفاء المشهداني بانفجار عبوة ناسفة

شهدت العاصمة العراقية بغداد فجر الأربعاء حادثة اغتيال جديدة أثارت صدمة في الأوساط السياسية، بعدما قُتل المرشح البرلماني وعضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني، المنتمي إلى تحالف السيادة، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبته في منطقة الطارمية شمال المدينة.

الانفجار وقع أثناء جولة ميدانية كان يجريها المشهداني في المنطقة، في إطار حملته الانتخابية، وسط وعود قدّمها لسكان الطارمية بتحسين الخدمات والبنية التحتية ومعالجة الأوضاع المعيشية الصعبة.

تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل اغتيال مرشح تحالف السيادة

أكدت وسائل الإعلام العراقية، أن الانفجار كان قويًا للغاية، وأدى إلى مقتل المشهداني على الفور، فيما هرعت قوات الأمن إلى موقع الحادث لتطويق المنطقة وفتح تحقيق عاجل في ملابساته.
آخر ظهور للمشهداني كان عبر مقطع فيديو نشره قبل ساعات من الحادث، تحدث فيه عن رؤيته لتطوير مناطق شمال بغداد، وتعهد بتخصيص ميزانيات حقيقية لخدمة المواطنين.

هذه المشاهد الأخيرة تحولت إلى مادة حزينة ومؤلمة لأنصاره، الذين ودعوه قبل أن يبدأ معركته الانتخابية رسميًا.

تحالف السيادة في مرمى الاغتيالات

تحالف السيادة يُعد أكبر تكتل سياسي سُني في العراق، وقد تأسس في يناير 2022 بقيادة خميس الخنجر، بعد اندماج تحالفي "تقدّم" بزعامة محمد الحلبوسي و"عزم" بزعامة الخنجر.
التحالف يملك حالياً 63 مقعدًا في البرلمان العراقي وفق نتائج انتخابات 2021، ويُعتبر لاعباً محورياً في المشهد السياسي، خصوصاً في قضايا الأمن وإعادة الإعمار في المناطق المحررة من الإرهاب.

حادثة الاغتيال أثارت مخاوف داخل التحالف من استهداف سياسي منظم قبيل الانتخابات المقبلة، في ظل تصاعد التوتر الأمني في بغداد ومحافظات أخرى.

دعوات لتحقيق عاجل ومحاسبة الجناة

الدوائر السياسية في بغداد سارعت إلى إدانة الحادث، وطالبت الحكومة بفتح تحقيق فوري للكشف عن منفذي الهجوم، معتبرة أن استهداف المرشحين يُهدد نزاهة العملية الانتخابية ويعيد البلاد إلى أجواء الترهيب السياسي.
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن غضبهم من استمرار مسلسل الاغتيالات، مشيرين إلى أن اغتيال المشهداني يمثل “رسالة تخويف” لكل من يسعى إلى التغيير في مناطق نفوذ الجماعات المسلحة.

العراق بين مشهد انتخابي مرتبك ومستقبل غامض

اغتيال صفاء المشهداني يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى المشهد الانتخابي العراقي، خاصة في ظل تصاعد الخلافات بين الكتل السياسية وضعف الإجراءات الأمنية لحماية المرشحين.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تبدو العملية الديمقراطية في العراق أمام اختبار صعب، فيما يظل دم صفاء المشهداني شاهدًا على ثمن الكلمة والموقف في ساحة السياسة العراقية.