رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

قذائف هاون وطائرات مسيّرة تهز السويداء… تصعيد أمني جديد يختبر اتفاق وقف النار

مسلحون يستهدفون بالهاون
مسلحون يستهدفون بالهاون مواقع للأمن العام في السويداء

تطورات أمنية مقلقة عادت لتفرض نفسها على المشهد في محافظة السويداء جنوب سوريا، بعد استهداف مواقع تابعة للأمن العام بقذائف هاون، في تصعيد جديد يعكس هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الساري في المحافظة. 

حوادث متكررة خلال أيام قليلة أعادت طرح تساؤلات واسعة حول مستقبل الاستقرار في منطقة لا تزال تعيش على وقع توترات سياسية وأمنية معقدة.

قصف هاون يستهدف مواقع أمنية

استهداف مباشر نفذته مجموعات مسلحة طال مواقع تابعة للقوى الأمنية في محافظة السويداء، وفق ما أفاد به التلفزيون السوري الرسمي. 

قذائف الهاون سقطت على مواقع في منطقة تل حديد بالريف الغربي للمحافظة، في هجوم وصف بالأخطر منذ أيام، نظراً لطبيعته وتوقيته.

القصف جاء ليؤكد عودة منسوب التوتر إلى الارتفاع، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات وجرّ مناطق جديدة إلى دائرة العنف، في وقت تسعى فيه الجهات الرسمية إلى تثبيت التهدئة ومنع الانزلاق نحو صدام مفتوح.

هجمات متكررة بطائرات مسيّرة

تصعيد أمني لم يقتصر على قذائف الهاون، بل سبقه خلال اليومين الماضيين هجوم آخر باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية. 

نقاط تابعة للأمن الداخلي في ريف السويداء تعرضت للاستهداف، في ثاني هجوم من نوعه خلال 24 ساعة، بحسب مصدر أمني تحدث إلى الإخبارية السورية.

الجمعة الماضية شهدت بدورها استهداف سيارة للأمن الداخلي في بلدة المزرعة عبر طائرة درون محملة بالقنابل، في تطور لافت يعكس انتقال الجماعات المسلحة إلى أساليب أكثر خطورة وتعقيداً، ما يضاعف التحديات أمام الأجهزة الأمنية.

خرق متكرر لاتفاق وقف إطلاق النار

توصيف رسمي اعتبر الهجمات الأخيرة خرقاً واضحاً ومتكرراً لاتفاق وقف إطلاق النار الجاري في السويداء. 

اتفاق جاء بعد موجة عنف غير مسبوقة، إلا أن الوقائع الميدانية تشير إلى صعوبة فرض الالتزام به، في ظل استمرار الاستهدافات وتعدد الجهات المسلحة الناشطة في المنطقة.

مصادر أمنية أكدت أن تكرار هذه الاعتداءات يهدد جهود التهدئة، ويفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيد قد تعيد المحافظة إلى مربع الاشتباكات الواسعة.

خلفية اشتباكات دامية في يوليو

ذاكرة السويداء القريبة ما زالت مثقلة بأحداث يوليو الماضي من عام 2025، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية وعشائر من البدو. 

مواجهات دامية دفعت القوات الأمنية السورية إلى التدخل المباشر لاحتواء الوضع وفرض وقف لإطلاق النار.

تدخل الدولة حينها هدف إلى منع انهيار الأمن المحلي، واحتواء تداعيات الصراع الأهلي، في محافظة تتمتع بخصوصية اجتماعية وتركيبة حساسة.

تعهدات رسمية بمحاسبة المتورطين

مواقف رسمية سورية شددت عقب تلك الأحداث على ملاحقة كل من ارتكب تجاوزات من أي طرف كان، مع تأكيد الالتزام بإعادة النازحين إلى منازلهم، وضمان عدم تكرار مشاهد الفوضى والعنف.

تعهدات حملت رسائل تطمين للأهالي، لكنها لا تزال تصطدم بتحديات الواقع الميداني، خاصة في ظل استمرار الهجمات المتفرقة وتعدد الولاءات المسلحة.

مطالب بالاستقلال الذاتي وتصعيد سياسي

توتر أمني ترافق مع تصعيد سياسي لافت، بعد مطالب أطلقها شيخ عقل الموحدين الدروز، حكمت الهجري، دعا فيها إلى استقلال ذاتي للمحافظة، بل وذهب إلى حد التلويح بالانفصال عن دمشق. 

تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، لا سيما مع تلميحه إلى وجود دعم إسرائيلي لفريقه.

خطاب الهجري زاد من تعقيد المشهد، وفتح باب المخاوف من تداخل العوامل الداخلية مع حسابات إقليمية، في منطقة حساسة جغرافياً وسياسياً.

مستقبل غامض للاستقرار

مشهد السويداء اليوم يبدو مفتوحاً على احتمالات متعددة، بين مساعٍ رسمية لتثبيت الأمن ومنع الانفجار، وتحركات مسلحة تعيد إشعال التوتر، وخطابات سياسية تزيد الاستقطاب. 

محافظة الجنوب تقف عند مفترق طرق، حيث يبقى نجاح اتفاق وقف النار مرهوناً بقدرة الأطراف كافة على ضبط السلاح، وتغليب منطق الدولة على حساب الفوضى.

تم نسخ الرابط