الأهلي يصدم مصطفى شوبير بهذا القرار (خاص)
هجوم مدينة تدمر يكشف ثغرات أمنية خطيرة.. تفاصيل جديدة عن منفذ الهجوم الذي استهدف قوات أميركية وسورية
حادث أمني بالغ الخطورة أعاد البادية السورية إلى صدارة المشهد العسكري.
هجوم مسلح استهدف قوات أميركية وسورية قرب مدينة تدمر وأسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني وإصابة ثلاثة جنود آخرين، فتح باب التساؤلات حول خلفيات المنفذ واحتمالات عودة تهديد تنظيم داعش إلى المنطقة.
حصيلة دامية وتحقيقات مفتوحة
أعلنت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط «سنتكوم» مقتل جنديين أميركيين إضافة إلى مترجم مدني، وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح متفاوتة، إثر هجوم وقع خلال جولة ميدانية مشتركة في منطقة تدمر بالبادية السورية.
تطورات سريعة دفعت السلطات السورية إلى الكشف عن تفاصيل أولية حول منفذ العملية وظروف تنفيذها.
الداخلية السورية تنفي أي صفة قيادية
نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، امتلاك منفذ الهجوم أي صفة قيادية داخل الأمن الداخلي، مؤكداً أنه لا يُعد مرافقاً لأي قيادة كما روجت بعض التقارير.
تصريحات رسمية شددت على أن المنفذ لا يرتبط تنظيمياً بالقيادة الأمنية، وأن التحقيقات ما زالت جارية لتحديد ما إذا كان على صلة مباشرة بتنظيم داعش أو متأثراً بأفكاره فقط.
تحذيرات مسبقة لم تؤخذ بجدية
كشف البابا عن توجيه قيادة الأمن الداخلي تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي، استناداً إلى معلومات أولية تحدثت عن احتمالات خرق أمني أو هجمات محتملة من خلايا تنظيم داعش.
تجاهل تلك التحذيرات، بحسب المتحدث، ساهم في وقوع الهجوم الذي استهدف الموقع عند مدخل مقر محصن تابع للأمن الداخلي بعد انتهاء الجولة المشتركة.
تقييم أمني سبق الهجوم بأيام
أوضح المتحدث باسم الداخلية أن عدد المنتسبين لقيادة الأمن الداخلي في البادية يتجاوز خمسة آلاف عنصر، مع اعتماد آلية تقييم أسبوعية دقيقة.
تقييم أمني صدر بتاريخ العاشر من الشهر الحالي أشار إلى امتلاك منفذ الهجوم أفكاراً تكفيرية أو متطرفة، وكان من المقرر صدور قرار بحقه في أول يوم دوام رسمي، إلا أن تنفيذ الهجوم تزامن مع يوم عطلة إدارية.
فحص رقمي وتشديد بروتوكولات الحماية
بدأت الجهات المختصة إجراءات تحقيق موسعة تشمل فحص البيانات الرقمية الخاصة بمنفذ الهجوم، والتدقيق في دائرة معارفه وصلاته العائلية، إلى جانب التحقق من وجود ارتباط تنظيمي مباشر مع داعش.
في المقابل، جرى التأكيد على اعتماد إجراءات بروتوكولية جديدة تتعلق بالأمن والحماية والتحركات الميدانية، بالتنسيق بين قيادة التحالف الدولي وقيادة الأمن الداخلي في البادية.
روايات ميدانية وشهادات محلية
مصادر عسكرية أفادت بأن إطلاق النار وقع أثناء اجتماع ضباط سوريين وأميركيين داخل مقر أمني في مدينة تدمر التاريخية.
شهادة أحد سكان المدينة أكدت سماع أصوات إطلاق نار داخل المقر، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس، ما يعكس حساسية الموقع وتوقيته.
تدمر وذاكرة داعش الدامية
تحمل مدينة تدمر سجلاً دامياً مع تنظيم داعش، الذي سيطر عليها عامي 2015 و2016، ودمّر معالم أثرية عالمية ونفذ عمليات إعدام واسعة، قبل أن يخسر نفوذه لاحقاً بفعل هجمات التحالف الدولي.
ورغم انهيار سيطرته الواسعة بحلول 2019، لا تزال خلاياه تنفذ هجمات متفرقة في الصحراء السورية.
الوجود الأميركي والتحالف الدولي
ينتشر الوجود العسكري الأميركي في سوريا أساساً في مناطق سيطرة الأكراد شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود الأردنية.
واشنطن تؤكد أن هذا الانتشار يهدف إلى مكافحة تنظيم داعش ومنع عودته، خاصة بعد انضمام دمشق رسمياً إلى التحالف الدولي ضد التنظيم خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.
