رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

محلل أمريكي لـ"تفصيلة": الكونجرس يفتح بوابة كبرى نحو إنعاش سوريا وإلغاء قانون قيصر يمهد لعودة الاستثمارات العالمية

مجلس النواب الأمريكي
مجلس النواب الأمريكي يقرّ إلغاء عقوبات قيصر

يشعل قرار مجلس النواب الأميركي بإلغاء قانون قيصر موجة واسعة من الترقّب داخل الأوساط السياسية والاقتصادية السورية، بعدما ظل هذا القانون الأكثر قسوة على السوريين طوال سنوات. 

ويكشف الكاتب السوري الأميركي ستيفن صهيوني في حديثه لـ"تفصيلة" تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل رفع التصويت، وتأثير الخطوة على مستقبل الإعمار والاستثمار. 

ويضع صهيوني خريطة أولية لما يمكن أن يشهده الملف السوري مع اقتراب تصويت الكونغرس الحاسم الأسبوع المقبل

إلغاء قانون قيصر وإعادة الإعمار

يكشف الكاتب والمحلل السوري الأميركي ستيفن صهيوني، في حوار خاص مع موقع تفصيلة، عن تفاصيل مرحلة وُصفت بأنها الأكثر حساسية في مسار العقوبات على سوريا، بعد رفع التصويت داخل مجلس النواب الأميركي على إلغاء قانون قيصر، القانون الذي شكّل العائق الأكبر أمام تعافي الاقتصاد السوري لعشرات السنين. 

ويشرح صهيوني تأثير القرار، والمرحلة المقبلة في الكونجرس، والانعكاسات المحتملة على الاستثمار، وإعادة الإعمار، وسوق الطاقة في البلاد.

رفع التصويت في مجلس النواب الأميركي

يعلن ستيفن صهيوني لموقع تفصيلة أن مجلس النواب الأميركي رفع منذ قليل التصويت المتعلق بإلغاء قانون قيصر، وهو قانون أقرته واشنطن لمعاقبة النظام السوري في عهد بشار الأسد.

ويشير إلى أن العقوبات جاءت تبعاً لما كشفه “قيصر”، المصور العسكري الذي سرّب آلاف الصور من داخل السجون السورية، والتي وثّقت عمليات تعذيب خلال سنوات حكم الأسد.

ويصف صهيوني إلغاء القرار في مجلس النواب بأنه خطوة محورية لطالما انتظرها السوريون، خاصة أن هذه العقوبات شكّلت عبئاً ثقيلاً أصاب الاقتصاد والمعيشة في سوريا، وأدى إلى تقييد الحركة المالية والتجارية لعقود.

تأثير العقوبات على الاقتصاد السوري

يتحدث صهيوني عن أثر العقوبات قائلاً إن قانون قيصر كان الأشد صرامة على الإطلاق، حيث منع البنوك السورية من التعامل مع البنوك الدولية، وأوقف الاستيراد والتصدير، وفرض قيوداً قاسية على أي نشاط اقتصادي مرتبط بسوريا.

ويؤكد أن الشعب السوري كان المتضرر الأكبر، لأن العقوبات عطلت دخول المواد الأساسية وأوقفت حركة الشركات العالمية التي كانت تفكر في الاستثمار داخل البلاد. 

ويرى أن رفع القانون سيشكل منعطفاً مهماً في مسار التعافي الاقتصادي، وأنه سيكون حجر الأساس في إعادة الإعمار وعودة الشركات الكبرى.

مرحلة إعادة الإعمار والاستثمار الدولي

يشدد صهيوني على أن رفع قيصر يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة من دول الخليج والولايات المتحدة وأوروبا والصين. 

ويقول إن شركات النفط والغاز العالمية، مثل بعض الشركات الأميركية العملاقة، بالإضافة إلى المؤسسات الخليجية الضخمة، كانت تتردد في الدخول إلى السوق السورية بسبب العقوبات، والآن يمكنها العودة بقوة.

ويشير إلى أن إعادة الإعمار، والتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية، أو في تدمر ودير الزور، ستشهد تقدماً كبيراً بعد رفع القيود.

التصويت المرتقب داخل الكونجرس

يكشف صهيوني أن المرحلة المقبلة ستكون التصويت داخل الكونجرس الأسبوع القادم، وهو تصويت يتم قبل عطلة عيد الميلاد. 

ويؤكد أن تجاوز مجلس النواب كان “العقبة الأصعب”، وأن فرص إقرار القانون في الكونجرس باتت مرتفعة جداً.

ويصف صهيوني هذا التصويت بأنه الخطوة الأهم في مسار إنهاء المعاناة الاقتصادية للسوريين، حيث سيتيح للسوق السورية الخروج من العزلة، ويسمح للبنوك بالعودة إلى استخدام نظام “سويفت” العالمي للتحويلات المالية.

فتح السوق السورية أمام المؤسسات المالية العالمية

يشير صهيوني إلى أن رفع العقوبات سيسمح بدخول شركات مختصة بالمدفوعات مثل “فيزا”، التي أبدت رغبتها في العمل داخل سوريا قبل سنوات. 

ويتوقع دخول شركات السيارات العالمية مثل “كيا”، إلى جانب شركات التكنولوجيا والمصارف الدولية، وهو ما يمكن أن يعيد الدورة الاقتصادية إلى النشاط مجدداً.

ويضيف أن الحكومة السورية بدأت فعلياً مفاوضات مع شركة النفط الأميركية العملاقة “شيفرون” من أجل التنقيب قبالة السواحل السورية، وهي خطوة اعتبرها مؤشراً على أن كبرى الشركات بدأت تستعد لدخول السوق.

دور ترامب وبن سلمان وأردوغان في الدفع نحو رفع العقوبات

يوضح صهيوني أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بذل جهوداً واسعة بالتعاون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدفع الكونجرس نحو إلغاء قيصر. 

ويشير إلى أن ترامب حاول إقناع الحزب الديمقراطي، ولجان العلاقات الأميركية السورية، بأن رفع العقوبات ضرورة إنسانية واقتصادية.

ويختم صهيوني حديثه بالتأكيد على أن رفع هذه العقوبات سيكون بارقة أمل حقيقية للشعب السوري، وأن دخول الاستثمارات وتوفير فرص العمل ورفع الرواتب سيكون من أهم نتائج هذه الخطوة، إضافة إلى كسر سنوات طويلة من العزلة الاقتصادية.

تم نسخ الرابط