رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الكرملين يرسم خطوط السلام: حياد أوكرانيا شرط أساسي وبوتين يرفض الهدنات المؤقتة

الكرملين
الكرملين

ملف الحرب الأوكرانية يعود إلى الواجهة الدولية مع تصعيد سياسي مدروس تقوده موسكو، وتحركات دبلوماسية مكثفة تحتضنها برلين.

تصريحات الكرملين الأخيرة وضعت شروطاً واضحة لأي تسوية محتملة، في وقت تكشف فيه كييف عن تنازلات غير مسبوقة بحثاً عن ضمانات أمنية تنهي واحدة من أعنف الأزمات في أوروبا المعاصرة

حياد أوكرانيا أساس أي تسوية

موقف روسي حاسم عبّر عنه الكرملين، الاثنين، باعتبار بقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي أساساً لا غنى عنه في أي مفاوضات سلام تهدف إلى إنهاء الحرب. 

التصريح جاء بعد إقرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن عدداً من الدول الأعضاء في الناتو يعارضون انضمام بلاده إلى الحلف.
الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أوضح أن هذه المسألة تقع في صلب الملفات الجوهرية، وتستوجب نقاشات خاصة ومعمقة، مؤكداً أن موسكو تنتظر من الولايات المتحدة توضيح المبدأ الذي يجري بحثه خلال اجتماعات برلين الجارية.

رسائل موسكو إلى واشنطن

تصريحات بيسكوف حملت رسائل مباشرة إلى الإدارة الأميركية، في ظل الدور المحوري الذي تلعبه واشنطن في مسار التفاوض. 

الكرملين شدد على ضرورة الشفافية بشأن المقترحات المطروحة، في إشارة إلى أن أي غموض قد يعقّد فرص التوصل إلى اتفاق شامل.

موسكو ترى أن الضمانات الأمنية وترتيبات ما بعد الحرب يجب أن تُبنى على أسس واضحة، أبرزها منع توسع الناتو شرقاً، وهو المطلب الذي تضعه روسيا في مقدمة أولوياتها الاستراتيجية.

بوتين منفتح على السلام بشروط صارمة

انفتاح مشروط كشف عنه الكرملين، إذ أكد بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على السلام واتخاذ قرارات جادة بشأن أوكرانيا. 

السلام المقصود، وفق التعبير الروسي، لا يشمل حلولاً مؤقتة أو اتفاقات مرحلية.
رفض قاطع أعلنه بوتين لأي هدنات مؤقتة، معتبراً إياها محاولات لكسب الوقت وخلق أوضاع مصطنعة على الأرض. 

موسكو ترى أن التجارب السابقة أثبتت فشل هذا النهج، وتؤكد أن أي اتفاق يجب أن يكون نهائياً وقابلاً للتنفيذ.

برلين ساحة التفاوض المكثف

العاصمة الألمانية برلين تشهد، الاثنين، يوماً ثانياً من المحادثات المكثفة، بمشاركة الوفد الأميركي ونظرائه الأوكرانيين، إضافة إلى حلفاء كييف الأوروبيين. 

الاجتماعات تهدف إلى تضييق فجوة الخلافات قبل الانتقال إلى صيغة تفاهم نهائية.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يترأس الوفد الأميركي إلى جانب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، وصف المناقشات التي جرت في اليوم الأول بالإيجابية، ما يعكس تفاؤلاً حذراً بإمكانية تحقيق اختراق سياسي.

تنازل أوكراني غير مسبوق

كشف لافت أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تمثل في استعداد بلاده للتخلي عن حلم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مقابل الحصول على ضمانات أمنية أميركية وأوروبية.

هذه الضمانات يفترض أن تحظى بموافقة الكونجرس الأميركي، لضمان طابعها الملزم.
الخطوة تعكس حجم الضغوط التي تواجهها كييف، ورغبتها في إنهاء الحرب مع الحفاظ على حد أدنى من الأمن والسيادة في مواجهة أي تهديد مستقبلي.

عقدتان تعرقلان الاتفاق

نقاط خلافية رئيسية ما زالت تعيق التوصل إلى اتفاق شامل. 

أوكرانيا ترفض دعوة واشنطن إلى سحب قواتها من أجزاء من إقليم دونباس الشرقي، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الأوكراني. 

كييف ترى أن أي انسحاب دون ضمانات واضحة قد يفتح الباب أمام تقدم روسي جديد.
في المقابل، طالب مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون بتوضيح الموقف الأميركي بشأن كيفية الرد في حال خرق روسيا لأي اتفاق سلام مستقبلي وشن هجوم جديد على أوكرانيا.

محاور الحسم في اجتماعات اليوم

قضيتا التنازل عن الأراضي والضمانات الأمنية تشكلان محور المحادثات الجارية في برلين، وفق ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال.

نجاح هذه الجولة سيعتمد على قدرة الأطراف على تقديم تنازلات متبادلة دون الإخلال بمصالحها الاستراتيجية.
مفاوضات دقيقة تضع أوروبا أمام اختبار صعب، وتعيد رسم ملامح الأمن القاري في مرحلة ما بعد الحرب، وسط ترقب دولي لمسار قد يحدد مستقبل الصراع الأوكراني الروسي.

تم نسخ الرابط