الناتو يرفع مستوى التحذير: روتّه يؤكد أن روسيا قد تستهدف دول الحلف بعد أوكرانيا وترامب الوحيد القادر على ردع بوتين
تتصاعد نبرة التحذيرات داخل أوروبا مع اقتراب مسار الحرب في أوكرانيا من منعطف جديد، فيما يضع الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه العالم أمام احتمال توسع التهديد الروسي خارج حدود كييف.
وتفتح برلين الباب أمام مفاوضات مع واشنطن حول مقترحات أوكرانية جديدة تتعلق بالتسوية، وسط حديث عن تنازلات إقليمية محتملة.
وتؤكد العواصم الأوروبية أن أي حل لن يمر إلا عبر مشاركة البيت الأبيض ودور مباشر للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تحذيرات مباشرة من الناتو
أطلق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روتّه، تحذيراً صريحاً أكد خلاله أن حلف الناتو هو هدف روسيا المقبل، مشيراً إلى أن ما يجري في أوكرانيا قد يتكرر مع أي دولة عضو في الحلف.
وشدد روتّه على أن "أي مهاجم يجب أن يعرف أننا قادرون على الرد بقوة، وسنرد بقوة".
وأكد روتّه أن استمرار الحرب في أوكرانيا مرتبط مباشرة بدعم تقدمه الصين لروسيا، موضحاً أن موسكو لا تستطيع الاستمرار من دون هذا الدعم.
وربط الأمين العام للناتو مستقبل المفاوضات بقدرة واشنطن على التأثير، قائلاً إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الوحيد القادر على دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.
مباحثات أوروبية مكثفة في برلين
شهدت برلين مؤتمراً صحافياً جمع المستشار الألماني فريدريش ميرتس وروتّه، حيث كشف ميرتس تفاصيل جديدة عن مقترحات أوكرانية وصلت حديثاً إلى واشنطن ضمن ملف خطة السلام الأميركية.
وأوضح ميرتس أن الرد الأوكراني على المقترح الأميركي يتضمن بنوداً تتعلق بإمكانية تقديم كييف تنازلات إقليمية لموسكو، لافتاً إلى أن هذه الوثائق أُرسلت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
وقال ميرتس: "يتعلق الأمر أولاً بالسؤال حول أي تنازلات إقليمية تستعد أوكرانيا لتقديمها". وأشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما يزال يرفض تقديم أي تنازل إقليمي كشرط روسي للتوصل إلى حل سياسي.
مواقف أوروبية منسقة
أكد ميرتس أن هذا القرار يعود بالدرجة الأولى إلى الرئيس الأوكراني والشعب الأوكراني، موضحاً أن هذا الموقف تم إبلاغه بوضوح للرئيس ترامب.
وكشف كذلك أنه تواصل بعد ظهر الأربعاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس ترامب لمناقشة تطورات الوضع في أوكرانيا.
وأشار إلى أن القادة الأوروبيين اقترحوا على ترامب دراسة الوثائق المتاحة داخل الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، باعتبارها أساساً لمفاوضات قادمة.
اجتماع محتمل في برلين
بيّن ميرتس أن واشنطن لم تكن على علم مسبق بالاقتراح الأوكراني المنسق أوروبياً لحظة إجراء المكالمة الهاتفية، لأنه لم يكن قد وصل بعد إلى الإدارة الأميركية.
وأعلن المستشار الألماني أن اجتماعاً محتملاً قد يُعقد في برلين يوم الإثنين المقبل، مشيراً إلى أن مشاركة الحكومة الأميركية في اللقاء ليست محسومة بعد.
وأكد أن تحديد موقف واشنطن يعتمد بشكل كبير على الصياغة المشتركة للوثائق التي يجري العمل عليها حالياً، معرباً عن تفاؤله بنجاح الجهود الأوروبية الأميركية في تقريب وجهات النظر.
محادثات بناءة للغاية مع ترامب
وصف ميرتس مكالمته مع الرئيس الأميركي بأنها كانت بناءة للغاية، مؤكداً أنها شهدت توضيحاً كاملاً للمواقف المتبادلة مع تبادل الاحترام بين الطرفين.
وقال ميرتس إنه خرج بانطباع راسخ يفيد بأن ترامب مستعد للتقدم في هذا المسار، ويدرك ضرورة الإصغاء للموقف الأوروبي ومصالحه في ملف الحرب الأوكرانية.



