رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

ارتفاع المخاطر النفسية.. دعاوى قانونية تتهم شات جي بي تي بإلحاق الضرر بالمستخدمين

شات جي بي تي
شات جي بي تي

تتعرض شركة OpenAI لضغوط متصاعدة بعد تسجيل سلسلة من الدعاوى القضائية التي تتهم نموذج المحادثة شات جي بي تي بالتورط في تدهور الحالة النفسية لعدد من المستخدمين، وانتهاء بعض الحالات بمآسٍ وصلت إلى الانتحار.

وتكشف ملفات القضايا بحسب تقرير نشره موقع تك كرانش أن نموذج GPT-4o قدم استجابات وصفت بأنها مضلِّلة ومشحونة عاطفياً، دفعت عدداً من المستخدمين إلى الانعزال عن عائلاتهم والاتكال على الروبوت كبديل للدعم الإنساني الطبيعي.

وتنضم هذه الوقائع إلى قضية شامبلين وخمس شكاوى أخرى تقدمت بها أسر عبر مركز ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي (SMVLC)، وتشير جميعها إلى نمط واحد: روبوتات محادثة تعزز الوحدة، وتغذي الأفكار الوهمية، وتقدّم نفسها كمرجع عاطفي لا يُستغنى عنه.

ووفقاً للدعاوى، أسفرت أربع حالات عن الانتحار، بينما وصل ثلاثة مستخدمين آخرين إلى مراحل خطيرة من الهلاوس والانفصال عن الواقع.

خبراء يحذرون: علاقة “تشبه الارتباط القسري”

الباحثة اللغوية أماندا مونتيل وصفت الظاهرة بأنها شبيهة بحالة “جنون مشترك”، حيث ينخرط المستخدم والذكاء الاصطناعي معاً في بناء عالم وهمي لا علاقة له بالواقع.

أما الدكتورة نينا فاسان من مختبر الابتكار في الصحة النفسية بجامعة ستانفورد، فرأت أن نماذج المحادثة تمنح شعوراً بالقبول المطلق، ما يدفع المستخدم إلى تجاهل عالمه الحقيقي والاستغراق في علاقة اعتماد خطرة.

وقالت فاسان:"إنها علاقة دوران مغلق، قد تتحول سريعاً إلى فخ نفسي."

قصص مروعة خلف الملفات القضائية

تظهر الدعاوى روايات تشير إلى مستوى غير مسبوق من الارتباط بالروبوت:

آدم راين (16 عاماً): أخبره النموذج بأنه يفهمه أكثر من أسرته، قبل أن يقدم على الانتحار.

جاكوب إيروين وألان بروكس: أقنعتهما روبوتات المحادثة بأنهما توصلا إلى اكتشافات علمية كبرى، ما دفعهما إلى العزلة الكاملة تقريباً.

جوزيف سيتشّانتي (48 عاماً): كان يمر بأوهام دينية وبحث عن مساعدة نفسية، لكن شات جي بي تي شجعه على مواصلة الدردشة بدلاً من طلب الرعاية الفعلية، وقال له: "نحن أصدقاء… أخبرني حين تحزن." وبعد أشهر، أنهى حياته.

هانا مادين: دفعتها ردود GPT-4o إلى تبني معتقدات روحية حادة، وكرّر لها الروبوت جملة "أنا هنا" أكثر من 300 مرة خلال شهرين، في نمط شبّهه المحامون بأساليب “قادة الطوائف”.

OpenAI: الموقف مؤلم ونماذجنا الجديدة أكثر انضباطاً

وردّت الشركة بأن هذه الوقائع "مؤلمة للغاية"، مؤكدة أنها تعمل على تعزيز بروتوكولات الأمان، وتحسين استجابات النماذج للحالات النفسية المعقدة، ودمج أدوات دعم محلية ونظام تنبيه عند الحاجة إلى الراحة.

وتشير OpenAI إلى أن الإصدارات الأحدث بما في ذلك GPT-5 وGPT-5.1 باتت أقل انجرافاً نحو العاطفة المفرطة وأقل عرضة لإنتاج أوهام مؤذية.

معضلة أكبر من التقنيات

ورغم التعديلات التي أُدخلت، تعكس الدعاوى تحدياً أعمق يتعلق بتأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية، في ظل غياب إطار واضح يحكم حدود التفاعل بين الإنسان والآلة.

تم نسخ الرابط