ولادة أول طفل في العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. نقلة نوعية في الطب الحديث
في خطوة طبية غير مسبوقة، شهد العالم ولادة أول طفل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتصبح الجراحة عن بعد والذكاء الاصطناعي شريكًا فاعلًا في أحد أعقد التجارب الطبية هذه الولادة تمثل تحولًا جذريًا في مفهوم الرعاية الصحية، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الأطباء في استخدام التكنولوجيا لدعم الإجراءات الطبية الدقيقة.
الخبر جاء على لسان الدكتور وائل بدوي، عضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي، خلال مداخلته الهاتفية في برنامج صباح الخير يا مصر، ليكشف تفاصيل عملية غير تقليدية قلبت موازين الطب التقليدي.
التكنولوجيا الطبية تتجاوز الحدود الجغرافية
أوضح الدكتور وائل بدوي أن عملية الولادة باستخدام الذكاء الاصطناعي تمت عن بعد، بين مدينة نيويورك الأمريكية ومدينة المكسيك، في تجربة أثبتت قدرة التكنولوجيا على تقديم حلول طبية حتى عندما يكون الأطباء بعيدين جغرافيًا عن مكان إجراء العملية.
وأكد بدوي أن العملية كانت محكومة بدقة متناهية، إذ تم استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لمتابعة كل خطوة من خطوات الولادة والتدخل عند الضرورة، وهو ما يعكس التطور الكبير الذي وصلت إليه الجراحة عن بعد.
وأضاف أن هذه التجربة ليست مجرد تجربة طبية، بل "رسالة واضحة عن قدرة الذكاء الاصطناعي على الوصول إلى أماكن بعيدة وتقديم رعاية صحية متقدمة دون الحاجة لتواجد الأطباء بشكل دائم في موقع العملية".
الذكاء الاصطناعي.. شريك الطبيب وليس بديلًا عنه
أكد الدكتور بدوي أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الطبيب، بل سيعزز كفاءته بشكل ملحوظ.
وقال: "الذكاء الاصطناعي يجعل عمل الطبيب أكثر سرعة ودقة، فهو قادر على تنفيذ عدد أكبر من العمليات مقارنة بالطرق التقليدية، من 10 إلى 15 عملية في نفس الوقت، مع الحفاظ على مستوى أمان مرتفع".
وأشار إلى أن الأطباء أصبحوا يتعلمون طرق العمل مع الذكاء الاصطناعي، سواء في متابعة الإشارات الحيوية أو التحكم في الأجهزة الطبية عن بعد، ما يعكس التحول الكبير في طرق التدريب الطبي التقليدي وتطبيقاتها العملية.
وأوضح بدوي أن وجود الذكاء الاصطناعي في غرف العمليات لا يزيل الحاجة للعنصر البشري، بل يضمن توجيهًا دقيقًا ومساندة مستمرة، بحيث يمكن للطبيب التركيز على اتخاذ القرارات الحرجة واتخاذ الإجراءات الوقائية عند الحاجة.
التحديات والمخاطر المحتملة
مع كل تقدم تكنولوجي، هناك تحديات لا يمكن تجاهلها. تشير تحليلات الخبراء إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية عن بعد يتطلب ضمان أمن البيانات، وجودة الشبكات العالمية، وتوفير أنظمة متقدمة للطوارئ في حال حدوث أي خلل تقني.
كما يبرز السؤال حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع الحالات الطبية غير المتوقعة أو المضاعفات المفاجئة أثناء الولادة، وهو ما يتطلب استمرار إشراف الطبيب البشري.
ومع ذلك، يرى بدوي أن هذه التحديات قابلة للتغلب عليها عبر التطوير المستمر للأنظمة، وتجربة العمليات تحت إشراف فرق طبية متعددة، ما يزيد من موثوقية النتائج ويحد من أي مخاطر محتملة على حياة المرضى.
انعكاسات علمية واجتماعية
تعد هذه الولادة علامة فارقة في تاريخ الطب الحديث، حيث توفر للأسر في المناطق النائية فرصة الحصول على رعاية طبية متقدمة دون الحاجة للسفر الطويل أو التعرض لمخاطر التنقل.
كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الولادة عن بعد يفتح المجال أمام تطوير بروتوكولات تدريبية جديدة للأطباء، لتعريفهم بأساليب التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وضمان دمجها بسلاسة في الممارسات الطبية اليومية.
وتشير الدراسات المستقبلية إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا أساسيًا في قطاع الرعاية الصحية، ليس فقط في العمليات الجراحية، بل في التشخيص المبكر للأمراض، متابعة الحالات الحرجة، وتحليل البيانات الطبية بشكل متكامل.
رؤية مستقبلية للطب المعتمد على الذكاء الاصطناعي
يؤكد الخبراء أن مستقبل الطب سيكون مزجًا متناغمًا بين الخبرة الإنسانية والقدرة التكنولوجية، حيث يظل الطبيب هو المتخذ للقرارات الحاسمة، في حين يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لتسريع الإجراءات وتحسين دقة التشخيص والجراحة.