الجيش يعلن استمرار القتال حتى تحرير كامل الأراضي.. مجلس السيادة السوداني: لا سلام بلا سيادة
تصريحات جديدة صدرت عن القيادة العسكرية السودانية تجدد تمسك الجيش بخيار القتال حتى استعادة السيطرة الكاملة على البلاد، مؤكدة أن أي تسوية سياسية يجب أن تحافظ على السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، في وقت تتصاعد فيه المعارك مع قوات الدعم السريع في مختلف الجبهات.
الجيش السوداني يعلن استمرار عملياته حتى تحرير الوطن
عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش الفريق ياسر العطا أكد خلال جولة تفقدية لقوات اللواء الأول بمنطقة الباقير جنوب شرق الخرطوم، أن القيادة العامة قررت مواصلة العمليات العسكرية والاستعداد لعمليات لاحقة تهدف إلى تحرير كامل أراضي السودان وتأمين حدوده الدولية.
العطا شدّد على أن الجيش لا يرفض مبدأ السلام، لكنه يتمسك بـ“سلام حقيقي” يحفظ أرض السودان وسيادته ومؤسساته القومية ويصون أمن المواطنين في كل بقعة من البلاد، مؤكداً أن القيادة بذلت جهوداً مضنية لتجنيب السودان مزيداً من الدماء والانقسام.
جهود سياسية تصطدم بتصعيد ميداني
في الوقت الذي تتحدث فيه الدبلوماسية الدولية عن حلول سلمية، تتواصل المعارك في مناطق واسعة من السودان، حيث امتد القتال من إقليم دارفور الذي أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها عليه الشهر الماضي، إلى مناطق كردفان المجاورة، وسط تبادل الاتهامات بخرق الهدنة المقترحة.
قوات الدعم السريع كانت قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقتها على هدنة إنسانية طرحتها الرباعية الدولية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة)، غير أنها واصلت هجماتها على مدن خاضعة لسيطرة الجيش، من بينها الخرطوم وعطبرة، ما أثار شكوكاً حول نواياها تجاه أي اتفاق سلام مستقبلي.
شروط الجيش للهدنة: انسحاب وتسليم سلاح
مسؤول عسكري سوداني أوضح أن الجيش يرحب بمقترح الرباعية الدولية من حيث المبدأ، لكنه لن يوافق على هدنة جديدة إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع بالكامل من المناطق المدنية وتسليم الأسلحة، وفقاً لما نصّت عليه مبادرات السلام السابقة.
وشدد على أن أي هدنة لا تراعي هذه الشروط لن تؤدي إلا إلى إعادة تموضع المتمردين واستغلال الوقت لتعزيز مواقعهم، الأمر الذي ترفضه القيادة العسكرية باعتباره تهديداً مباشراً لوحدة الدولة وأمنها القومي.
حرب أنهكت البلاد وأغرقت المدنيين في المعاناة
الصراع المستمر منذ أكثر من عامين خلّف كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث.
التقديرات تشير إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، إضافة إلى تفاقم أزمة الجوع التي تهدد ملايين المدنيين بسبب انهيار سلاسل الإمداد وتدمير البنية التحتية في مناطق القتال.
منظمات دولية حذّرت من أن استمرار الحرب سيقود السودان نحو انهيار شامل في المؤسسات، ما لم يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يتيح المجال لبدء عملية سياسية وطنية شاملة.
دعوات لسلام مشروط بالسيادة
تصريحات العطا تأتي لتؤكد موقف الجيش الثابت القائم على السلام المشروط بالسيادة الوطنية، وهو ما يعكس رغبة المؤسسة العسكرية في تسوية تضمن بقاء الدولة قوية موحدة دون تدخل خارجي أو فرض حلول تتجاهل الواقع الميداني.
ويرى محللون أن هذه الرسائل تعكس تحولاً في خطاب الجيش من الدفاع إلى الهجوم الاستراتيجي، في محاولة لإعادة رسم التوازنات الميدانية والسياسية، بينما يبقى الشعب السوداني الخاسر الأكبر من استمرار الصراع.



