بين القمة والتراجع.. «العربي الإفريقي» جمود مريب أضاع إنجازات العصر الذهبي
المؤسسات والكيانات الكبرى تحيا على التطور والنمو والتقدم، ولا تنافس بتاريخها فقط مهما كانت عراقته، وحسن الإدارة هي الفيصل في النهاية بين النهوض بالمؤسسات وبين دفنها وتجميد تطورها..
البنك العربي الأفريقى الدولي، ذلك الاسم المصرفي العريق والذي يعود تأسيسه إلى 1964، والذي كان يتوقع له أن يصير الكيان المالي الأكبر في مصر والشرق الأوسط، بفعل فلسفة إنشاؤه في البداية وانتشاره في الدول العربية الغنية، إلا أنه تقازم دوره المصرفي وقلت حصته في السوق المصري.
هروب القيادات الكبرى
وبمقارنة بسيطة بين إدارة المصرفي المخضرم حسن عبد الله للبنك العربي الأفريقي الدولي والقيادة الحالية يتضح مدى تغير فلسفة التطوير والتوسع والنمو على مختلف الأصعدة، حيث برق اسم البنك العربي الافريقي بقوة في «فترة عبد الله»، وصار الأشهر في الساحة المصرفية.
على مدار سنوات بدأها عام 1982 صعد حسن عبد الله بالبنك العربي الإفريقي الدولي؛ تدريجيًّا حتى تولى رئاسته التنفيذية ورئاسة مجلس إدارته خلال الفترة من 2004 حتى 2018، قاد خلالها عمليات توسع وإعادة هيكلة مهمة، جعلته في مقدمة البنوك، وتحول في البنك في عهده إلى مجموعة مالية رائدة في تقديم الخدمات المبتكرة بتواجد إقليمي قوي لتصبح بوابة للأعمال التجارية الدولية في المنطقة، قبل أن تبدأ الأوضاع في التدهور بتركه منصبه وتعاقب الإدارات التي فشلت في استكمال التطور على نفس الوتيرة.
من القمة إلى تراجع التنافسية
خبراء البنوك يرون أن تراجع دور البنك العربي الافريقي الدولي خاصة خلال العامين الأخيرين، وتراجع تنافسيته يعود لعدة أسباب منها خروج عدد من القيادات المصرفية البارزة بجانب عدم وجود خطط واضحة وطموحة للبنك في السوق المصرفي، بخلاف عدم قيام البنك باستغلال النشاط الاقتصادي والمالي الغير مسبوقف في مصر لزيادة أنشطته المالية والاقتصادية والمصرفية في وقت استفادت أغلب البنوك أيما استفادة من الانتعاشة والنهضة الاقتصادية الحالية في مصر.
استراتيجيات على ورق
في أنشطته الدعاية تروج إدارة البنك العربى الأفريقى الدولى، حاليا إلى أنها تمتلك استراتيجية تطوير شاملة تهدف إلى تعزيز موقعه التنافسي وترسيخ حضوره في المشهد المصرفي الإقليمي، لكن مقارنة بالواقع على الأرض يتضح أن تلك الرؤية ماتزال بعيد المنال، فالأرقام والوقائع تقول عكس ذلك.
الأغرب أن البنك العربي الإفريقي الذي كان قبلة المال والاستثمار في سنوات العصر الذهبي ضربته الشيخوخة وأصبح يعاني من مشكلات لاتعاني منها أي بنوك حديثة النشـأة، منها على سبيل المثال ضعف الاستجابة لشكاوى العملاء، سواء المتعلقة بالحسابات، أو البطاقات البنكية، أو الخدمات الإلكترونية، في ظل غياب آليات واضحة وسريعة للتعامل مع الأزمات اليومية التي تواجه العملاء، مقارنة بما تقدمه بنوك أخرى داخل السوق.
أين خطط التطوير؟
وفق خبراء المصارف يعاني البنك العربي الإفريقي من جمود سياساته التطويرية، إذ لم يطرح خلال الفترة الأخيرة منتجات مصرفية جديدة تتناسب مع التغيرات في احتياجات العملاء، سواء على صعيد الشهادات الادخارية، أو الحلول الاستثمارية، أو الخدمات الرقمية، في وقت تتسابق فيه البنوك المصرية على ابتكار أوعية ادخارية مرنة، وتقديم تطبيقات ذكية متطورة، وحلول تمويلية مصممة خصيصًا لمختلف الشرائح.

