أزمة الأنفاق تتفجر داخل إسرائيل.. زامير يرفض الممر الآمن ويطرح خيارين فقط لمقاتلي حماس
تصاعد جديد يضرب المشهد الأمني والسياسي داخل إسرائيل مع احتدام الخلافات بشأن مصير مقاتلي حماس العالقين في أنفاق رفح وخان يونس.
وتكشف مصادر إسرائيلية عن مواجهة مباشرة داخل المجلس الوزاري المصغر، بعدما تبنى رئيس الأركان إيال زامير موقفاً متشدداً يعارض أي ممر آمن لعناصر حماس، مؤكداً أن الحل الوحيد هو "القتل أو الاستسلام".
موقف زامير أثار توتراً كبيراً، خصوصاً مع ضغوط أميركية مستمرة لإخراج المقاتلين لضمان استقرار وقف إطلاق النار الهش.
زامير يرفض الممرات الآمنة ويعلن: الاستسلام أو القتل
اعتراض واضح ورسمي قدمه رئيس الأركان إيال زامير خلال اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة، حيث أكد رفضه لأي مسار يسمح لمقاتلي حماس بالخروج من الأنفاق.
وشدد زامير على أن أي حل يجب أن يمر عبر استسلام المقاتلين جميعًا، أو تنفيذ عمليات تصفية من قبل الجيش داخل الأنفاق، مع نقل المعتقلين منهم إلى معتقل سدي تيمان.
تدمير الأنفاق أولوية عسكرية لوزير الدفاع
تأكيد وزير الدفاع يسرائيل كاتس اليوم على أنه أصدر أوامره بتدمير كامل شبكة الأنفاق في القطاع يعكس حجم الضغط داخل المؤسسة العسكرية على حسم الملف.
ويشمل التدمير أنفاق رفح وخان يونس، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود عشرات المقاتلين محاصرين داخلها منذ أسابيع.
مرحلة ثانية معلّقة: ملف الرفات يغيّر الحسابات
رفض رئيس الأركان الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار قبل استعادة رفات الجنود الإسرائيليين المحتجزة في غزة.
وتشير التقديرات إلى احتمال وجود رفات الضابط هدار جولدين الذي قتل عام 2014 داخل أحد الأنفاق في رفح، ما يزيد حساسية الملف داخل إسرائيل ويؤثر على مسار المفاوضات.
خلاف حول الأعداد الحقيقية: إسرائيل تقول 300 وحماس ترد بـ100
تقديرات إسرائيلية تتحدث عن وجود ما بين 200 و300 مقاتل من حماس تحت الأرض، بينما تزعم الحركة أن العدد لا يتجاوز 100 مقاتل فقط.
وتوضح مصادر إسرائيلية وعربية أن معظمهم عالقون في رفح، مع تواجد مجموعات صغيرة في خان يونس وبيت حانون والشجاعية ومناطق وسط القطاع.
اشتباكات تهدد الهدنة وواشنطن تدخل على الخط
اندلاع اشتباكات ضارية الأسبوع الماضي بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس داخل الأنفاق خلق تهديدًا مباشرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر.
وتدخلت واشنطن عبر عرض يسمح للعالقين بالمرور إلى "الخط الأصفر" لمدة 24 ساعة، في محاولة لتجنب اشتعال القتال مجددًا.
ورفضت حماس المبادرة في البداية، قبل أن تعود لاحقًا لإبداء اهتمام، لكن إسرائيل أعلنت أن المهلة انتهت، ما أعاد التوتر إلى مساره.
ضغوط أميركية تواجه تشدد اليمين الإسرائيلي
تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تكشف استمرار الضغط على تل أبيب للقبول بخروج المقاتلين عبر ممر آمن، بينما يواجه هذا الطرح معارضة شرسة من وزراء يمينيين داخل حكومة نتنياهو.
ويسود اعتقاد بأن هذا الخلاف قد يهدد تماسك الائتلاف الداخلي، خصوصًا مع إصرار زامير على خيارين فقط: القتل أو الاستسلام.



