إسرائيل تدرس السماح لمقاتلي حماس بالعبور دون سلاح.. وسموتريتش يهاجم: هذا جنون تام
تسود الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل حالة من الجدل بعد تسريب معلومات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يدرس السماح لعناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالعبور من مناطق محاصرة داخل قطاع غزة إلى داخل ما يعرف بـ"مناطق الخط الأصفر"، وذلك وفق ما كشفته القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصدرين أمنيّين رفيعي المستوى.
شروط إسرائيلية صارمة للعبور
المصدران أوضحا أن الخطوة المحتملة لا تعني تسوية أو اتفاقاً مع حماس، بل ترتبط بترتيبات ميدانية محدودة تهدف إلى إخراج المقاتلين العالقين في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، شرط أن يتم العبور دون حمل أي أسلحة أو عتاد عسكري.
ويأتي هذا الطرح في ظل وضع ميداني معقد يواجه فيه الجيش الإسرائيلي جيوباً مسلحة في رفح وخان يونس لم يتمكن من القضاء عليها بالكامل.
هجوم عنيف من سموتريتش
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش شنّ هجوماً حاداً على الفكرة واعتبرها "جنوناً تاماً"، موجهاً انتقاداً مباشراً إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكتب سموتريتش في منشور عبر منصة "إكس" اليوم الاثنين: "سيدي رئيس الحكومة.. هذا جنون تام.. أوقف ذلك فوراً"، في إشارة إلى رفضه القاطع لأي ترتيبات قد تمنح مقاتلي حماس مخرجاً آمناً من مناطق القتال.
مفاوضات غير معلنة عبر وسطاء
في المقابل، كشفت مصادر في حركة حماس أن اتصالات تجري عبر وسطاء إقليميين لبحث سبل إخراج عشرات المقاتلين المحاصرين داخل أنفاق في رفح وخان يونس، وهي المناطق التي تشهد أعنف المعارك منذ أسابيع.
وأفادت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر، أن المقاتلين المتواجدين خلف "الخط الأصفر" يواجهون ظروفاً ميدانية صعبة بعد تطويق القوات الإسرائيلية لعدة محاور جنوب القطاع.
إسرائيل تتوعد بالقضاء على الجيوب المسلحة
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو كان قد صرّح أمس الأحد بأن "هناك جيوباً لحماس ما زالت تنشط في مناطق تقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، خصوصاً في رفح وخان يونس"، مؤكداً أن العمليات ستستمر حتى "القضاء الكامل عليها"، وفق تعبيره.
تصريحات نتنياهو تعكس استمرار الخلاف داخل الحكومة حول كيفية التعامل مع بقايا التنظيم المسلح بعد أشهر من العمليات المكثفة.
خريطة السيطرة الحالية في غزة
التقارير الميدانية تشير إلى أن إسرائيل تسيطر حالياً على نحو 53% من مساحة قطاع غزة، بعد انسحاب قواتها من مناطق واسعة تُعرف بالخط الأصفر الممتد من شمال القطاع حتى جنوبه، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي.
فيما تبقى القوات الإسرائيلية منتشرة في "المناطق الحمراء"، وهي النطاقات التي تشهد عمليات أمنية محدودة ضد مجموعات مسلحة متبقية.
تزايد الحديث عن السماح لمقاتلي حماس بالعبور دون سلاح يضع الحكومة الإسرائيلية أمام اختبار داخلي صعب بين من يرى في الخطوة مصلحة ميدانية لتقليل الخسائر، ومن يعتبرها تنازلاً خطيراً يمس هيبة الجيش.
ومع استمرار الانقسام السياسي، تبقى الأنظار متجهة نحو الجنوب الغزي حيث قد تُرسم ملامح المرحلة المقبلة بين التصعيد أو التهدئة.



