رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

لاريجاني يعلن موقف إيران الحاسم: لا نرفض التفاوض لكننا لن نقبل الإملاءات الأميركية

أمين المجلس الأعلى
أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أن طهران لا ترفض فكرة التفاوض حول ملفها النووي، لكنها لن تقبل بأي شروط مسبقة تفرضها الولايات المتحدة أو أي طرف خارجي.
تصريحات لاريجاني جاءت بعد إعلان الحكومة الإيرانية تلقيها دعوة أميركية لاستئناف المحادثات النووية المتوقفة منذ أشهر، وسط أجواء سياسية مشحونة وتصاعد التوترات في المنطقة.

إيران لا ترفض الحوار ولكن بشروطها

قال لاريجاني في تصريحاته اليوم الأحد: “نحن لم نقل إننا لن نفاوض، فقد أوصانا المرشد الأعلى بضرورة معرفة أساليب التفاوض، لكن يجب أن تكون المفاوضات حقيقية.”
وأوضح أن بلاده مستعدة لأي حوار نزيه قائم على الاحترام المتبادل، لا على الإملاءات أو الضغوط.
وأكد أن فرض شروط مسبقة على طهران يتنافى مع مبدأ العدالة الدبلوماسية، مضيفًا أن بلاده تسعى إلى مفاوضات تحقق مصالح الشعب الإيراني وتحترم سيادته.

الإصلاح الاقتصادي طريق الاستقرار الداخلي

شدد لاريجاني على أن الوحدة الوطنية والإصلاح الاقتصادي يمثلان حجر الأساس في أي تحول سياسي ناجح.
وقال إن الطريق إلى تغيير نظرة العالم تجاه إيران يمر عبر تقوية الداخل واستقرار معيشة المواطنين، مؤكدًا أن إصلاح الاقتصاد هو أفضل سلاح لمواجهة العقوبات وتحقيق التوازن في أي مفاوضات مستقبلية.

انتقادات حادة للتهديدات الأميركية

هاجم لاريجاني تصريحات المبعوث الأميركي توم براك خلال مؤتمر المنامة، والتي تحدث فيها عن “تحولات كبرى في المنطقة”، معتبرًا أنها تحمل تهديدًا مبطنًا لإيران وبعض الدول.

وأوضح أن براك قال: “هذه آخر مرة إما أن تصغوا لما نقول، وإلا فأنتم أحرار.”
وأضاف لاريجاني أن عبارة “أنتم أحرار” تُترجم في الواقع إلى “سنترك إسرائيل تضربكم”، معتبرًا أن واشنطن ما زالت تعتمد سياسة فرض السلام بالقوة.

مطالب غير منطقية تعرقل المفاوضات

كشف لاريجاني أن المفاوضات السابقة بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا) إضافة إلى الولايات المتحدة فشلت في سبتمبر الماضي، بسبب اشتراط واشنطن خفض مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر.
ووصف تلك الشروط بأنها غير واقعية وتمس الأمن القومي الإيراني.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني السابق، عباس عراقجي، أن بلاده لن تعود إلى طاولة التفاوض ما دامت واشنطن تطرح مطالب مبالغ فيها ولا تحترم التوازن بين الأطراف.

تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن

خاضت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة خلال العام الماضي، وكان من المقرر عقد الجولة السادسة قبل أن تشن إسرائيل هجومًا جويًا مفاجئًا في يونيو الماضي استمر 12 يومًا واستهدف منشآت نووية داخل إيران بمشاركة أميركية جزئية.
وفي أغسطس الماضي، أطلقت الدول الأوروبية الثلاث ما يعرف بآلية “سناب باك”، مطالبة مجلس الأمن بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، وهو ما فاقم التوتر ودفع طهران إلى مزيد من التشدد في مواقفها.

الموقف الإيراني

تلخص تصريحات لاريجاني موقف إيران الثابت القائم على الاستعداد للحوار دون التنازل عن السيادة أو القبول بالشروط المسبقة.
وفيما تواصل واشنطن الضغط عبر العقوبات والتهديدات، تبدو طهران عازمة على إدارة المرحلة المقبلة بمزيج من الحذر السياسي والإصلاح الداخلي لتقوية موقفها في أي مفاوضات قادمة.

تم نسخ الرابط