رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

إيران تحذر من تكرار الفشل النووي.. عراقجي يهاجم غروسي: لا نعرف إن كان قلقاً علينا أم يهددنا

عراقجي يهاجم غروسي
عراقجي يهاجم غروسي

تصاعد جديد في التوتر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشعله تصريح لمديرها رافاييل جروسي حول احتمال اللجوء إلى القوة ضد طهران إذا تعثرت المساعي الدبلوماسية.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لم يتأخر في الرد، فشنّ هجوماً حاداً على جروسي، متسائلاً بسخرية عمّا إذا كان الرجل قلقاً على إيران أم يوجه لها تهديداً مباشراً، محذرًا من أن أي تكرار لتجارب سابقة في استخدام القوة سينتهي بـ"فشل جديد".

عراقجي يرد بقسوة: "لا نعلم إن كان مهدداً أم متعاطفاً"

جاءت تصريحات عراقجي خلال مؤتمر صحفي بطهران، حيث عبّر عن استغرابه من نبرة التحذير التي استخدمها جروسي. وقال: "لا أعلم إن كان جروسي قال ذلك بدافع القلق علينا أم لتهديدنا"، مضيفاً أن من يطلق تهديدات مماثلة عليه أن يدرك أن تكرار تجربة فاشلة لن يؤدي إلا إلى فشل جديد.

https://x.com/IranNuances/status/1981285119580094720?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1981285119580094720%7Ctwgr%5Efd6b24e9df58df921f1a29b67e9aaa7069d0f6d4%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed


وجاء هذا الموقف الإيراني عقب مقابلة أدلى بها جروسي لصحيفة لو تان السويسرية، أشار فيها إلى أنه "يخشى من استخدام جديد للقوة" ضد المواقع النووية الإيرانية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، ما اعتبرته إيران تهديداً مبطناً يعكس "انحياز الوكالة للمواقف الغربية".

جروسي يحذر: "إيران تملك وقوداً لعشر قنابل نووية"

في المقابلة نفسها، أوضح غروسي أن إيران تمتلك ما يكفي من الوقود لإنتاج نحو عشر قنابل نووية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه لا دليل لدى الوكالة على أن طهران تسعى فعلاً لامتلاك سلاح نووي.
هذا التناقض بين التحذير والطمأنة زاد من حدة الجدل في الأوساط الدولية، ودفع مسؤولين إيرانيين إلى اتهام الوكالة بـ"تسييس الملف النووي" والتغاضي عن الحقائق الفنية لصالح الضغط السياسي.

إيران تتهم الوكالة بالتواطؤ مع الهجمات الإسرائيلية

تاريخ التوتر بين طهران والوكالة لا يبدو جديداً، ففي يوليو الماضي، علّقت إيران تعاونها مع الوكالة الذرية بعد حرب استمرت 12 يوماً شهدت غارات إسرائيلية غير مسبوقة على مواقع عسكرية ونووية داخل البلاد، تخللتها ضربات أميركية على منشآت حساسة.
وردّت طهران في حينه بإطلاق صواريخ ومسيرات على أهداف داخل إسرائيل، محمّلة الوكالة الدولية "جزءاً من المسؤولية" عن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، واتهمتها بعدم إدانة الاعتداءات على منشآتها النووية رغم ما تمثله من خرق للقانون الدولي.

تخصيب خطير... وإصرار إيراني

تعدّ إيران اليوم الدولة الوحيدة غير النووية التي تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من الحدّ التقني البالغ 90% اللازم لإنتاج القنبلة النووية، وفق تقارير الوكالة.

ورغم الضغوط الغربية، تواصل طهران التأكيد أن برنامجها النووي سلمي بالكامل ويهدف إلى إنتاج الطاقة، متهمة بعض الأطراف الدولية بمحاولة حرمانها من حقوقها المشروعة بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي.

تصريحات غروسي فتحت جبهة سياسية جديدة بين طهران والوكالة الدولية، لتعيد إلى الواجهة السؤال الأهم: هل اقترب العالم من مواجهة نووية جديدة؟

 وبين التهديد والتحذير، يبدو أن أزمة الثقة بين إيران والمجتمع الدولي ما زالت تتعمق، في وقت يزداد فيه الشرق الأوسط توتراً وحساسية تجاه أي شرارة قد تشعل صراعاً جديداً.

تم نسخ الرابط