إيران تتهم الغرب بتجاوز الملف النووي والسعي لفرض قيود جديدة

تصاعدت حدة التوتر بين إيران والدول الغربية بعد تصريحات حادة أطلقها رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ووزير الخارجية الأسبق كمال خرازي، أكد فيها أن المفاوضات الأخيرة مع القوى الغربية تجاوزت الملف النووي، لتشمل محاولة فرض قيود جديدة على إيران تتعلق ببرنامجها الصاروخي ودعمها للمقاومة في المنطقة.
خرازي أوضح، في مقابلة مع موقع المرشد الإيراني KHAMENEI.IR، أن الطرف الغربي لم يعد يؤمن بالحوار المنطقي، مشيراً إلى أن ما يجري لم يعد مفاوضات فنية حول الاتفاق النووي، بل محاولة لفرض إرادة سياسية على بلاده.
إيران ترفض أي تفاوض حول الصواريخ والمقاومة
أكد خرازي أن ملفي الصواريخ والمقاومة خط أحمر بالنسبة لطهران، مشدداً على أن الجمهورية الإسلامية لن تقبل الدخول في أي محادثات تمس أمنها أو قدراتها الدفاعية.
وأضاف أن إيران لا تملك خياراً سوى توضيح موقفها للرأي العام العالمي وإظهار استعدادها للتفاوض المبدئي دون خضوع لأي إملاءات، مشيراً إلى أن الوفد الإيراني المفاوض أصر دائماً على البقاء في طاولة الحوار رغم تعنت الأطراف المقابلة.
زيارة نيويورك كشفت المواقف
خلال زيارة الرئيس الإيراني ووزير الخارجية إلى نيويورك، قال خرازي إن الجانب الإيراني سعى لعقد مفاوضات متزنة تؤدي إلى نتائج ملموسة، لكن الدول الغربية رفضت الانخراط في أي حوار حقيقي، ما يعكس بحسب وصفه قوة الموقف الإيراني وضعف منطق الأطراف الأخرى التي تعتمد على الضغط والعقوبات لتحقيق أهدافها.
خلفية الاتفاق النووي
اتفاق عام 2015 شكّل نقطة تحول في العلاقات بين إيران والدول الكبرى، حيث توصلت طهران مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين إلى اتفاق يهدف إلى تقييد الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات.
لكن الولايات المتحدة، في عام 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
رداً على ذلك، تراجعت طهران تدريجياً عن التزاماتها، وبدأت في رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، ما دفع الترويكا الأوروبية إلى تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات، وسط مخاوف متزايدة من انهيار الاتفاق بالكامل.
خلاصة المشهد بين إيران والغرب
الموقف الإيراني الجديد يعكس تحولاً في نبرة الخطاب السياسي تجاه الغرب، حيث تسعى طهران لتثبيت خطوطها الحمراء أمام أي تفاوض قادم، بينما تواصل القوى الغربية محاولة الضغط لإدراج ملفات جديدة تتجاوز البرنامج النووي.
الصراع بين الطرفين يبدو أنه يتجه إلى مرحلة أكثر تعقيداً، ما ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة ما لم يُستأنف الحوار وفق قواعد متكافئة.