باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

إيران تلوّح بالانفتاح الدبلوماسي: عراقجي يؤكد الاستعداد للتفاوض وبناء الثقة رغم تصاعد التوتر مع الغرب

وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

أبدى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد بلاده للعودة إلى طاولة التفاوض مع الغرب، رغم التوترات المتصاعدة مع الولايات المتحدة وأوروبا. 

وأكد عراقجي، في مقابلة عبر الإنترنت نقلتها وكالة "إيسنا" السبت، أن طهران مستعدة لبناء الثقة وإزالة المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي، مشيراً إلى أن بلاده "جاهزة لإبرام اتفاق وتنفيذه" إذا توفرت النوايا الصادقة من الطرف الآخر.

وشدد الوزير الإيراني على أن تخصيب اليورانيوم حق سيادي لا يمكن التنازل عنه، قائلاً: "لا أحد يمكنه حرمان إيران من حقها في التخصيب بسبب مخاوف سياسية أو أمنية."

وأوضح عراقجي أن واشنطن كانت قد طلبت الشهر الماضي من طهران تسليم جزء من مخزونها من اليورانيوم المخصب مقابل تأجيل تفعيل آلية الزناد الخاصة بإعادة فرض العقوبات الدولية، في إشارة إلى مساعٍ غير مباشرة لتخفيف التوتر بين الجانبين.

الخلافات مع الغرب تتعمق حول الصواريخ والعقوبات

تتزامن تصريحات عراقجي مع انتقادات وجهها علي لاريجاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، إلى الدول الأوروبية، مؤكداً أن فشل المفاوضات النووية الأخيرة سببه "شروط غير واقعية" فرضتها الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا). 

وكشف لاريجاني أن تلك الدول اشترطت خفض مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر مقابل تعليق إعادة فرض العقوبات الأممية.

وأكد المسؤول الإيراني أن طهران رفضت هذا المطلب بشكل قاطع، موضحاً أن "القدرة الصاروخية تمثل ركيزة الدفاع الوطني، والتنازل عنها يعني إضعاف أهم أدواتنا الدفاعية".

وأضاف أن تلك المطالب "تُعد في الواقع دعوة إلى الاستسلام"، في إشارة إلى ما تعتبره إيران تجاوزاً للخطوط الحمراء في ملفها الدفاعي.

مطالب أميركية “غير معقولة” وتصعيد مستمر

كان عراقجي قد صرح في وقت سابق بأن بلاده لن تعود إلى أي مفاوضات جديدة طالما استمرت واشنطن في تقديم ما وصفه بـ"المطالب غير المعقولة والمبالغ فيها"، مشيراً إلى أن الضغوط والعقوبات لن تجبر طهران على تغيير موقفها.

وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من الأحداث المتسارعة التي أعادت الملف النووي الإيراني إلى الواجهة. 

فبعد خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، تفجّر الموقف مجدداً عندما شنت إسرائيل حرباً جوية مباغتة في يونيو الماضي استمرت 12 يوماً، استهدفت خلالها منشآت نووية داخل إيران بمشاركة دعم أميركي مباشر.

وفي أغسطس الماضي، أطلقت الترويكا الأوروبية آلية "سناب باك" التي فعّلت إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، بعد اتهامها بعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي السابق.

احتمالات مفتوحة أمام الدبلوماسية الإيرانية

رغم التصعيد، تبدو طهران حريصة على الإبقاء على نافذة مفتوحة للحوار، مؤكدة أن الحل السياسي لا يزال ممكناً إذا ما أبدى الغرب استعداداً للتفاهم المتوازن. 

ويؤكد مراقبون أن تصريحات عراقجي الأخيرة تمثل محاولة لإعادة ترتيب الأوراق الإيرانية دبلوماسياً بعد مرحلة من المواجهات العسكرية والعقوبات القاسية، في وقت تسعى فيه إيران لتجنب مزيد من العزلة الدولية دون تقديم تنازلات تمسّ أمنها القومي.

بهذه المعادلة المعقدة، يبقى الملف النووي الإيراني عند مفترق طرق بين التصعيد والانفراج، بينما تترقب العواصم الكبرى الخطوة التالية لطهران.

تم نسخ الرابط