عراقجي يهاجم لندن: عرض المسيّرات الإيرانية في البرلمان البريطاني مشهد مثير للشفقة

انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشدة عرض طائرة مسيّرة نُسبت إلى بلاده داخل البرلمان البريطاني، واصفًا الحدث بأنه "مثير للشفقة" ونتاج لـ"لوبي إسرائيلي" يسعى لتأليب الرأي العام ضد طهران. 

وجاءت تصريحاته في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والدول الغربية بشأن ملف الطائرات المسيّرة والتعاون العسكري المزعوم مع روسيا.

هجوم دبلوماسي على البرلمان البريطاني

هاجم عراقجي في منشور على حسابه الرسمي في منصة "إكس" عرض الطائرة المسيّرة من طراز "شاهد-136" في البرلمان البريطاني، معتبرًا أن ما جرى "مشهد عبثي أخرجه اللوبي الإسرائيلي ورعاته بهدف تشويه صورة إيران".

وأضاف عراقجي أن الجهات المعادية للعلاقات الودية بين إيران وأوروبا تحاول نسج روايات ملفقة لإعاقة أي حوار بنّاء بين الجانبين، مشددًا على أن بلاده ستواصل التعبير عن استعدادها لإجراء محادثات عملية وتبادل الوثائق لتوضيح الحقائق.

حدث أثار الجدل في لندن

الحدث المثير للجدل أقيم في 14 أكتوبر داخل البرلمان البريطاني بتنظيم من جماعة الضغط الأميركية "متحدون ضد إيران النووية" (UANI)، وبمشاركة عدد من النواب البريطانيين، من بينهم توم توجندهات، وحضور وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي.

وخلال الفعالية، عرضت طائرة مسيّرة قيل إنها من طراز "شاهد-136" الإيراني، زاعمين أنها أُسقطت في أوكرانيا خلال الحرب الروسية الأوكرانية، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة جديدة لتصوير طهران كشريك عسكري لموسكو في النزاع.

اتهامات متكررة ضد إيران

شهد العرض تصريحات من المشاركين تُدين ما وصفوه بـ"التعاون العسكري الإيراني الروسي"، مؤكدين أن المسيّرات الإيرانية تُستخدم في الهجمات الروسية على أوكرانيا.
وتأتي هذه المزاعم ضمن سلسلة من الاتهامات الغربية لطهران بدعم موسكو بالأسلحة والطائرات المسيّرة، وهو ما تنفيه إيران بشكل قاطع.

رد إيراني غاضب واستدعاء دبلوماسي

ردّ طهران لم يتأخر، إذ استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البولندي في طهران، احتجاجًا على مشاركة وزير الخارجية البولندي في هذا الحدث.
وأعربت إيران عن رفضها لما وصفته بـ"انتهاك للأعراف الدبلوماسية وأداء سياسي عبثي"، مؤكدة أن الاتهامات المتكررة ضدها "لا أساس لها من الصحة وتستند إلى دوافع سياسية معروفة".

نفي متواصل واستعداد لتوضيح الحقائق

جددت إيران نفيها القاطع لأي تعاون عسكري مع روسيا في الحرب الأوكرانية، مؤكدة أنها لم تزود موسكو بطائرات مسيّرة خلال النزاع، بل باعت عددًا محدودًا منها قبل اندلاعه في فبراير 2022.
وشددت الخارجية الإيرانية على استعدادها لتبادل الوثائق والمعلومات مع الدول الأوروبية لإثبات حقيقة مواقفها، داعية إلى الحوار بدلاً من "العروض السياسية المسرحية".