بعد احتجاز ناقلة فنزويلية.. المخاوف الجيوسياسية تعيد النفط للصعود
تعيش أسواق النفط العالمية حالة شد وجذب مع نهاية تداولات الأسبوع، حيث تجتمع الضغوط الجيوسياسية مع التوقعات الاقتصادية لتبقي الأسعار في نطاق محدود من الارتفاع، بينما يظل المستثمرون مترقبين لأي تطور قد يقلب اتجاه السوق.
وبينما تستعد واشنطن لتشديد قبضتها على الشحنات الفنزويلية، تتجدد آمال التهدئة على الجبهة الروسية الأوكرانية، مما يخلق حالة غير مسبوقة من التباين في توقعات المتعاملين حول مستقبل الأسعار خلال الأيام المقبلة.
ارتفاع طفيف وسط توتر الإمدادات
شهدت أسعار النفط في تعاملات الجمعة تحركات محدودة نحو الصعود، مدفوعة بتنامي المخاوف حول الإمدادات العالمية، عقب تقارير تحدثت عن دراسة الولايات المتحدة اعتراض شحنات جديدة من النفط الفنزويلي.

وتأتي هذه الخطوة بعد احتجاز ناقلة خلال الأسبوع، في إطار ضغوط متصاعدة على حكومة نيكولاس مادورو، الأمر الذي أعاد المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية إلى الواجهة.
وسجل خام برنت زيادة طفيفة بنحو 0.5% ليصل إلى 61.57 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بالنسبة نفسها مسجلًا 57.91 دولارًا، وذلك بعدما تكبد الخامان خسائر تقترب من 1.5% في جلسة الخميس.
تأثير المحادثات الروسية الأوكرانية
وبحسب محللين، فإن احتجاز الناقلة دفع المتعاملين لعمليات شراء لتعويض جزء من خسائر الجلسة السابقة، إلا أن الأجواء لا تزال مرهونة بنتائج المحادثات الجارية بين موسكو وكييف.

وأكد هيرويوكي كيكوكاوا، المحلل في “نيسان سيكيوريتيز إنفستمنت”، أن الأسواق تتفاعل حاليًا بين ضغوط الإمدادات وتفاؤل المتداولين بقرب التوصل لاتفاق قد يخفف من حدة التوترات.
وأضاف أن نجاح المفاوضات قد يدفع خام غرب تكساس للهبوط إلى 55 دولارًا للبرميل، خاصة مع توقعات بعودة كميات أكبر من النفط الروسي إلى الأسواق في حال التوصل لاتفاق سلام، رغم القيود الغربية المفروضة على موسكو.
تصاعد عسكري يعيد القلق للسوق
وفي تطور يعقد المشهد، أعلنت السلطات الأوكرانية تنفيذ هجوم بطائرة مسيرة استهدف منصة نفط روسية في بحر قزوين تابعة لشركة "لوك أويل"، مما أدى إلى توقف الإنتاج.

واعتبر مراقبون أن التطور يهدد أي بوادر تهدئة، ويعيد مخاطر الإمدادات إلى دائرة الضوء.
توقعات وكالة الطاقة الدولية
وفي سياق آخر، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تحديثًا لتوقعاتها، رفعت فيه تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2026، بالتوازي مع تقليص توقعات المعروض.
وأوضحت الوكالة أن زيادة الطلب المتوقعة ترتبط بعودة النشاط الاقتصادي في عدة مناطق، إلى جانب انخفاض الإمدادات من دول تواجه عقوبات دولية.





